top of page
صورة الكاتبالدكتور إبراهيم الديب

مجتمع المعرفة ..ماذا ولماذا وكيف في عشر كلمات ؟


سمى القرن العشرون قرن وعالم المعرفة بينما اطلق العلماء على القرن 21 قرن حكمة المعرفة
سمى القرن العشرون قرن وعالم المعرفة بينما اطلق العلماء على القرن 21 قرن حكمة المعرفة


المعرفة منذ فجر التاريخ الإنسانى هى أحد أهم ركائز القوة البشرية بما تمنحه للإنسان من مفاتيح لاستثمار موارد الكون من حوله ، وتحسن مستوي جودة علاقته واستثماره لكل من حوله من الكائنات وأولهم الانسان نفسه .

يكفينا أن نذكر هنا أن المنتجات والخدمات المعرفية تمثل 80% من الناتج الداخلى العالمى ، كما ان مجتمع المعرفة هو الاساس فى التحول الى اقتصاد المعرفة والذى يستند الى ثلة من العقول البشرية

التى تنتج المعرفة فتستثمر فى انتاج العدد من المنتجات لتباع بأغلى وأثمن من أى شيء فى الوجود وهو الذى تحول بأسبانيا شبه معدومة الموارد الى تاسع اقتصاد عالمى ، والذى دعا رئيس وزراءها السابق خوسيه ماريا أزنار 1996 ــ 2000م ليفتخر قائلا بأننا تاسع اقتصاد فى العالم بما نمتلكه من العقول الاسبانية المتميزة فى انتاج المعرفة .

ومع تطور العلوم والمعارف أصبحث المعرفة هى الركيزة الاساسية لقوة المجتمع والدولة ، قوته الناعمة والصلبة على السواء ومن ثم اصبحت المعرفة هي التى تحدد قيمة وقوة ومكانة المجتمع والدولة بين الأمم ــ حيث أن المعرفة هى التى تمنح الانسان التكنولوجيا التى تبدأ معها سلسة ومنظومة القوة البشرية من قوة التكنولوجيا الى قوة الانتاج والاقتصاد فقوة العلاقات فقوة السلاح فقوة السياسية ، إذن هى المعرفة التى جعلت من الولايات المتحدة الأمريكية على قمة الهرم العالمى وجعلت من ليبريا وتشاد وزامبيا من افقر دول العالم وجعلت من سنغافورة التى كانت من افقر دول العالم تصعد بقوة المعرفة والتكنولوجيا لتصل الى المركز الرابع عالميا متفوقة بذلك على سويسرا التى احتلت المركز السادس وفقا لتقرير مقياس جلوبالفاينس ــ الولايات المتحدة الامريكية 2010م .

ولذلك سمى القرن العشرون قرن وعالم المعرفة بينما اطلق العلماء على القرن 21 قرن حكمة المعرفة والتى تقتضى امتلاك احدث المعارف فى التخصص بتركيز شديد والحصول عليها عبر منهاج ووسائل تلتزم بالمعايير الدولية علميا وقانونيا وتحسن استخدامها لتحقيق افضل انجازات ممكنة ، بما يؤكد أن حكمة المعرفة بمعايير عالمية للمحتوى والوسيلة والإدارة والاستثمار الامثل للمعرفة .

ولذلك ظهر مصطلح ومضمون مجتمع المعرفة ليفرض نفسه على مجتمعات العالم الحديث والتى تتنافس فيما بينها لتطبيقه لتضمن لنفسها البقاء فى عصر يتقادم فيه من لا يتقدم ، كما أنه يصبح مهددا بالفناء .



مع تطورالعلوم والمعارف أصبحث المعرفة هى الركيزة الاساسية لقوة المجتمع والدولة ، قوته الناعمة والصلبة على السواء ومن ثم أصبحت المعرفة هي التى تحدد قيمة وقوة ومكانة المجتمع والدولة بين الأمم



مجتمع المعرفة : هو المجتمع الذى تتوافر فيه عدة شروط وبمعايير دولية

اولا : يحسن التواصل مع المعرفة العالمية وفهمها واستيعابها كمنتج للمعرفة

ثانيا : نقل هذه المعرفة الى كوادره ومؤسساته العلمية والعملية

ثالثا : انتاج معرفة جديدة من واقع بحوثه ودراساته الخاصة ، من خلال حسن استثماره للمعارف

العالمية المتاحة فى إعادة انتاج معرفة إضافية جديدة من خلال ابتكاره وإنتاجه الخاص .

رابعا : حسن استثمارها فى انتاج تطبيقات عملية متعددة ومتنوعة فى كافة مجالات الحياة خاصة

الانتاجية وليست الاستهلاكية فقط

خامسا : امتلاك البنية التأسيسية العلمية دائمة التحديث لمنظومة انتاج المعرفة من علماء ، وأدبيات وترجمة ، وفكر وخطط بحثيه ومؤسسات ومراكز للبحوث والدراسات وميزانيات كبيرة للبحث والرعاية العلمية .

ويبقى السؤال هو كيف يمكن ان نتحول إلى عالم المعرفة وحكمة المعرفة وتصبح مجتمعاتنا العربية مجتمعات للمعرفة ؟

وبالتأكيد هذا وارد ويمكن تحقيقه بشرط توافر الرغبة والإرادة السياسية يوازيها وعي واراداة وتجاوب من أبناء الوطن لتحقيق ذلك عبر الخطوات التالية :

ــ الارتقاء بقيمة حب العلم والمعرفة والبحث العلمى إلى قمة سلم القيم المجتمعية

ليصبح العالم والباحث وطالب العلم من أرقى الطبقات الاجتماعية والاقتصادية فى مجتمعاتنا

ــ تطوير التعليم وربطه بمنظومة التعليم الدولى والقضاء على ازدواجية التعليم المحلى والدولى .

ــ رفعة حصة البحث العلمى الى مقدمة ميزانيات الدول العربية

ــ رسم استراتيجيات واضحة لصناعة المبدعين وتحويل الموهوبين الى حالات ابداعية متجددة

فى كافة مجالات الحياة

ــ امتلاك ادارة استراتيجية للبحث العلمى تفرضها على الجامعات ومراكز البحوث لخدمتها وتحقيقها

وربط الدراسات العليا بهذه الخطة البحثية لخدمة أهداف الدولة

والسؤال الأهم هو : هل نستطيع كعرب ان نتحول الى مجتمعات حكمة المعرفة

والإجابة هى فى امرين اولهاما تاريخنا الناصع بأننا العرب والمسلمون نحن من أسسنا ووضعنا قواعد العلوم والمعارف التى بلغتها الانسانية الآن ، والثانى فى هذه الاجيال المتجددة من الشباب العربى الرائع الذى يرفض ان يكون فى ذيل الامم ويتقدم بقوة لينتزع حريته وقراره السياسى ثم العلمى والمعرفى

والسؤال التالي هو : هل تستطيع قطر بما تمتلك من وعي وقوة سياسية واقتصادية

من استعادة الوعى وسد الفراغ العربي العلمي وقيادة العالم العربي إلى عصر حكمة المعرفة ومجتمعات المعرفة ؟ هذا ما اتمني ويتطلع اليه كل موهوب وباحث مقهور بين حواجز التخلف

والجهل الضاربة فى أغلب أركان العالم العربي

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page