top of page
صورة الكاتبالدكتور إبراهيم الديب

ماهية القـيم فى القرآن والسنة - نحو نظرية إسلامية للأخلاق (1-30)

تاريخ التحديث: ١٧ يوليو ٢٠٢٣


نحو نظرية إسلامية للأخلاق ..النظام العالمى للقيم والهوية الإسلامية تحتل القيم والأخلاق مكانة عظمى في الإسلام

1- فالقيم جزء من العقيدة الإسلامية، المؤسسة على التوحيد لا إله إلا الله، وأن من خلق وحده جل في علاه هو وحده الذي يحدد الخير والشر والطيب والقبيح، ويشرع القيم والأخلاق ومعايير السلوك.

ومكانة القيم والأخلاق في الإسلام تجسدها آيات القيم والأخلاق في كل سور وصفحات القرآن الكريم وفي مقدمتها قوله تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) القلم

وقوله -صلى الله عليه وسلم- (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق).

2 - وللقيم أدوار وظيفية مهمة في تزكية المسلم وبناء قدراته الذهنية والنفسية والمعرفية والاجتماعية والروحانية وبناء شخصيته وهويته الإسلامية، والكاريزما الإسلامية القوية المميزة والمميزة

3- القيم تمثل المعايير الأخلاقية التي يجب أن يلتزم بها الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والأمة

4- القيم والأخلاق الإسلامية مصدرها القرآن الكريم، وتطبيقها العملي في السنة المطهرة لخير وأعظم نبي (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الأحزاب

5- بناء نظرية للقيم والأخلاق والهوية الإسلامية فعل تراكمي وتكاملي لجهود علماء الإسلام قديما وحديثا لأجل ذلك كانت هذه السلسة من كتابنا بناء مفهوم القيم ومنظومة القيم.


1 ــ تعريف القيمة لغويا : بمعنى قدر الشيء ، و قدر ومكانة الفرد ، والشيء القيم أي الشيء الغالي

النفيس والإنسان القيم هو الفاضل في ذاته ذو المكانة والقدر الرفيع.

ــ والفعل قيَّم الشيء أي قدره وقيمه وحدد قيمته.


نحو نظرية إسلامية للأخلاق ..النظام العالمى للقيم والهوية الإسلامية
نحو نظرية إسلامية للأخلاق ..النظام العالمى للقيم والهوية الإسلامية

القيم فى الـقـرآن الكـريـم :

دلالات القيم في القرآن الكريم

ــ ( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ) الأنعام 161

ــ ( ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) التوبة36 ( وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) الفرقان 67 ( يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً `فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ) البينة3

ــ (الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ

يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى

مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) البقرة 1ـ4

ــ (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا) الإسراء 82

ــ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) التوبة 119

ــ ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا

هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ) المائدة 8

ــ (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) الممتحنة 8

ــ ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ) الحجرات 13


القرآن أجاب على سؤال أهمية القيمة ، وقدمها بشكل نظرى مجرد من التطبيقات السلوكية العملية الواجبة، وقدم بعض النماذج التطبيقية فى قصص القرآن

التأويل والدلالات :

أ ــ الدين القيم في ذاته عدولا وقوة والدلالة هنا : المرجعية القياسية الحاكمة للمفاهيم والسلوك

ب ــ القيم على غيره من المناهج والدلالة هنا : الحاكم على كل ما سواه

ت ــ القيم لبناء الإنسان والمجتمع والدولة والبشرية والدلالة هنا : مصدر للقدرات والقوى البنائية

ث ــ أي دينا مستقيما لا عوج فيه له مرجعيته الربانية ، والتجريبية والتاريخية المعروفة

والدلالة هنا : سبق وتأكدت فاعليتها ونجاعتها واسهامها فى بناء الإنسان والعمران

ج - أي فاصلا ومقياسا ومعيارا والدلالة هنا : أن الدين معيار يقدم المعايير القياسية

ح ــ أي صحفا ذات قيمة سامية وعالية معتبرة والدلالة هنا : فاعليتها فى الاقناع والهداية والتزكية

خ ــ القرآن كتاب هداية إلى الله تعالى وتربية وتعليم وتزكية وتشريع للمؤمنين والدلالة هنا :

أنه يقدم كل مل تلزمه عملية الهداية والتربية والتزكية

أولا: محتوى الفضائل ثانيا : منهج دعوة وتربية ثالثا : معايير أداء وإنجاز القيم والفضائل

المعيارية اللازمة لتربية وتعليم وتزكية الإنسان وتعزيز قدراته وقوته على أداء رسالته

فى عمارة الارض

د ــ توجيه القرآن بالوجوب والندب بالتزام القيم والفضائل الكبرى ( الصدق ، العدل ، البر ، التعايش

، ...الخ ) اللازمة لتزكية الإنسان وتنظيم حياة الفرد والأسرة والمجتمع والتعايش مع الآخر

والدلالة هنا : أن القرآن أجاب على سؤال أهمية القيمة ، وقدمها بشكل نظرى مجرد من التطبيقات

السلوكية العملية الواجبة ، وقدم بعض النماذج التطبيقية فى قصص القرآن وفق معطياتها الخاصة

بها ، وفى سياقها التاريخى وفق معطيات وحراك العصر التى حدثت فيه

ذ ــ تطبيق عملى لقيمة الصدق فى حادثة الثلاثة المخلفين عن غزوة تبوك

ر ــ تطبيق عملى لقيمة البر فى أهل مكة الذىن لم يظاهروا على قتال المؤمنين والدلالة هــنـــا :

أن القرآن أجاب على سؤال أهمية القيم ، وترك الفضاء المعرفى والفكرى التربوى مفتوحا

للمفكرين التربويين صناع القيم والهوية الثقافية للمجتمع لإنتاج المتجدد من المهارت

السلوكية والواجبات العملية التطبيقية وأدلة سلوك القيم التربوية والمهنية لكل عصر بعصره

بحسب معطيات العصر وحاجة واستخدام وتداول حراك القيمة في المجتمع

ز ـ القيم هى معيار تقييم الإنسان عند رب العالمين ، وأكرم الناس عند الله تعالى هو أفضلهم

تمسكا كميا ونوعيا بقيم القرآن الكريم ، والتى تبلغ بالمؤمن درجة التقوى

س ــ العامل المشترك ومنطق الفعل الرابط فى كل الآيات التى تناولت القيم والانسان والمجتمع

والهداية والتزكية ، بما يرسم السياق العام نحو فنون وعلوم التربية والاجتماع والاجتماع السياسى


نحو نظرية إسلامية للأخلاق ..النظام العالمى للقيم والهوية الإسلامية
نحو نظرية إسلامية للأخلاق ..النظام العالمى للقيم والهوية الإسلامية

القيم فى السنة المطهرة ودلالتها :


من أهم الاحاديث التى تناولت القيم فى السنة المطهرة :

1ــ إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق

2 ــ أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا

3 ــ أثقل ما يكون في ميزان العبد يوم القيامة حسن الخلق.

4 ــ (أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا ، وخيارُكم خياركُم لأهلِه)

5 ــ ( إنَّ اللهَ ليُبلِّغُ العبدَ بحُسنِ خُلقِه درجةَ الصَّومِ والصَّلاةِ )

6 ــ ( إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ ) رواه مسلم

7 ــ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِأَشَجِّ عبدِ القيسِ: ( إنَّ فيك خُلَّتَينِ يُحِبُّهما اللهُ: الحِلْمَ والأَناةَ )

فقال: أخُلُقَينِ تَخلَّقتُ بهِما؟ أم خُلُقينِ جُبِلتُ علَيهِما؟ فقال: ( بل خُلقَينِ جُبِلتَ عليهما )

فقال: الحمدُ للهِ الَّذي جبَلَني على خُلقَينِ يُحِبُّهما اللهُ ورسولُه .

8 ــ «إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ )

التأويل والدلالات :

أ ــ جوهر رسالة الإسلام وعمودها الفقرى هو القيم والأخلاق والرقى بالإنسان المسلم

والدلالة هنا : الأهمية والمكانة العظمى للقيم فى الاسلام

ب ــ فاعلية القيم فى تحسين الخلق وتحصيل الدرجات والدلالة هنا : الفاعلية البنائية للقيم

ت ــ تقدم أهمية القيم والخلق على الشعائر والدلالة هنا : الأهمية العظمى للقيم

ث ــ القلب وما يحويه من القيم هى محل النظر من رب العالمين والدلالة هنا : خصوصية وأهمية القيم

ج ـ القيم بعضها فطرى يهبه الله لمن يشاء والدلالة هنا : القيم فطرية ومكتسبة

ح ــ قابلية القيم الصعبة للإكتساب والدلالة هنا : قابلية كل القيم للإكتساب


نحو نظرية إسلامية للأخلاق ..النظام العالمى للقيم والهوية الإسلامية

Comments


bottom of page