top of page

قيمة العفة والتعفف

في اللغة : الإبتعاد والكف ومنع النفس عن الحرام ، وما ينتقص من العزة والمروءة

في الشرع : منع النفس عن الحرام والمكروه والشبهة وفضول المباحات

التزاما بأمر الله تعالى مخافة من الله وحبا لله ، وإعلاء لله تعالى على مطالب النفس

في التربية : تهذيب النفس على الإستقامة والإمتناع الذاتى عن المحرمات والطرق المؤدية اليها

قيمة التعفف : قوة ذاتية للصلاح والإستقامة على منهج الله تعالى ، وحصن حصين لأحباء الله تعالى وأولياؤه الصالحون المصلحون ، تتكون من عدة عناصر:

اولا : الوعى بالحلال والحرام والطرق المؤدية إليه

ثانيا : حب الله تعالى وإعلاؤه عما سواه

ثالثا : الخوف من الله تعالى ودوام مراقبته رابعا : الإعتدال والإنضباط في كل شىء



الدليل السلوكي لقيمة العفة والتعفف


أولا - الوعي بالحلال والحرام والطرق المؤدية إليه :

1ـ أن يعرف الحلال والحرام في كل ما يمارسه ويتعرض له في حياته يوميا

من إهتمامات وتفكير ومأكل ومشرب وعمل وكسب وعلاقات وتحدث ونظر ...الخ

2ـ أن يتجنب المكروه والشبهة مخافة الإقتراب من حدود الحرام

3ـ أن يجتهد في تحقيق الكفاية اللازمة من حلال المأكل والمشرب والزواج ...الخ حصنا حصينا عن غيره


ثانيا - حب الله تعالى وإعلاؤه عما سواه :

4ـ أن يعزز المعرفة بالله بدراسة وفهم أسماءه وصفاته العلى ، حتى يملأ قلبه معرفة وحبا وشوقا ومهابة لله تعالى

5ـ أن يلزم ذكرالله تعالى فى كل حين حتى يعزز إيمانه بالله تعالى ويصرف عن نفسه وساوس الشيطان

6ـ أن ينصر حب الله تعالى في نفسه وما أعده له في الآخرة عن مطالب النفس وشهواتها


ثالثا - الخوف من الله تعالى ودوام مراقبته :

7ـ أن يستحضر عظمة الله تعالى وحسابه الدقيق وغضبه الشديد وعذابه الأليم على الحرام ويراقبه في كل وقت وحين

8ـ أن يشغل النفس بمهام وأهداف إصلاحية كبرى ترقى بنفسه إلى أعمال ومراتب راقية وعالية

9ـ أن يلزم نفسه صحبة صالحة ، وأماكن طيبة ، وأعمال طاهرة جليلة


رابعا - الإستقامة والإنضباط والإعتدال في كل شىء :

10ـ أن يغض البصر ، ويكف السمع ، ويمنع اليد ، ويحفظ الفم واللسان عن كل شبهة ومكروه وحرام

11ـ أن ينضبط في كل أفكاره وخواطره وأقواله وأعماله وفق سنة الأسوة الحسنة محمد صلى الله عليه وسلم

12ـ أن يعتدل في المباحات من نظر وسمع وأكل وشرب وراحة ونوم





قيمة العفة والتعفف في القرآن الكريم

1- قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ [النور:30-31]

2- وقال سبحانه: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور: 33] 3- وقال سبحانه: وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ [النور: 60] 4- وقال سبحانه: لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيم [البقرة: 273] 5- وقوله تعالى: وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا [النساء:6]


أهم الدلالات الوارادة في الآيات :

1ــ الأمر الإلهى بالإمتناع عن الحرام ، والكف عن الطرق و المسارات والأسباب المؤدية إليه

2ــ الأخذ بأسباب التحصين والتحرز المانعة عن الإقتراب من حدود الحرام

3ــ الإمتناع عن الحرام حبا وإعلاءا ومخافة من الله تعالى ، ورغبة فى عفوه ورحمته ورضاه



قيمة العفة والتعفف في السنة المطهرة

1 ــ حديث : عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، والْحَرَامَ بَيِّنٌ، وبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وعِرْضِهِ، ومَنْ وقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، أَلَا وإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وهِيَ الْقَلْبُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.


2 ــ حديث : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اضمنوا لي ستًّا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدُّوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضُّوا أبصاركم، وكفُّوا أيديكم))


3 ــ حديث : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: ((إن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم. حتى إذا نفد ما عنده. قال: ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم. ومن يستعفف يعفَّه الله، ومن يستغنِ يغنه الله. ومن يصبر يصبره الله. وما أعطي أحد من عطاء خير وأوسع من الصبر ))

4 ــ حديث : عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: ((اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ))


أهم الدلالات الوارادة في الأحاديث :

1ــ التوعية المحمدية للمؤمنين بالمسارات والأبواب الست المؤدية إلى الحرام

2ــ الأمر بالإمتناع عن المسارات والطرق المؤدية إلى الحرام

3ــ الترغيب الشديد في إعلاء النفس والمحافظة على طهارتها ومروءتها وعلوها وسموها بالتعفف

عن كل ما يمكن أن يجرح النفس المؤمنة أو ينال منها .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Comments


bottom of page