مفهوم إنتاج المعرفة :
ـ المعرفة هي ما يشكل ويزيد ويمنح الوعي الجديد في شتى مجالات الحياة الإنسانية والكونية بفروعها المختلفة.
كما أن المعرفة حق إنساني وجودي، مرتبط بمجرد وجود الإنسان في الحياة.
بمعنى أن حاجة الإنسان إلى المعرفة وجودية، كما الهواء والغذاء
ولهذا فإن حاجتنا للمعرفة مستمرة مادامت الحياة، كما انها أصبحت اكثر سرعة واهمية بفعل التكنولوجيا والاتصال ، أي أننا بحاجة إلى تحديث معرفي سريع على مدار الساعة .
كما أن الإنتاج المعرفي هو المصدر الأساس لتعزيز قدرات الفرد والمجتمع، وبقاء المجتمعات حية وحاضرة. وترتيب طبقتها بين الدول مرهون بعلاقتها بالمعرفة بداية من المستهلك الغير ذكي، إلى المستهلك الذكي إلى ناقل المعرفة إلى مطور المعرفة، وصولا إلى قمة الهرم حيث يتربع منتج المعرفة على قمة تكنولوجيا وتعليم وإنتاج واقتصاد وسلاح وسياسات العالم.
ويعرف الإنتاج المعرفي بأنه ابتكار و إنشاء وخلق معرفة جديدة، أو تطوير جديد لمعرفة سابقة، وليس نسخا لمعرفة من التراث، أو أنتجها الغير، ولا تدخل هنا نفس النتائج التي توصل إليها الباحثون السابقون ضمن الإنتاج المعرفي الجديد، وأيضاً لا تدخل الاستنتاجات السياسية ضمن الإنتاج المعرفي.
شروط الإنتاج المعرفي:
ــ تلبية أولوية الاحتياجات البشرية، وإنتاج المعرفة لحل مشكلة المقدم على التطوير.
ــ تمثل إضافة وتراكما للنتاج المعرفي البشري وليست تكراراً أو نسخاً عنه أو شرحا له.
ــ تحقيق وعي جديد ومنافع للناس.
ــ الإنتاج المعرفي يؤسس على التراكم الحالي، حيث لا يأتي من العدم، مما يتطلب إلمام الباحث بالبنيان المعرفي الخاص بمجاله ومتابعة تحديثاته المستمرة.
ــ الإنتاج العلمي المجرد من أية مسلمات مسبقة، أو أيدولوجيات أو تأثير أيديولوجي.
مكونات البنية الذهنية والمعرفية اللازمة للإنتاج المعرفي المتجدد :
ــ ذكاء الإنسان وسعة أفقه وانفتاحه العقلي على الثقافات المختلفة والجديد المستمر.
ــ أرشيف ومخزون العقل من المعلومات والخبرات والمهارات المتراكمة.
ــ مكتسبات الفرد المعلوماتية والفلسفية والعلمية المتجددة.
ــ مهارات التلقي والاستيعاب والتحليل المعرفي .
ــ حيوية الحراك مع الواقع وتطبيق وتجربة الأفكار والنظريات ميدانيا واكتشاف مدى صحتها ونجاعتها .
حاجتنا للمعرفة مستمرة مادامت الحياة، كما أنها أصبحت أكثر سرعة وأهمية بفعل التكنولوجيا والاتصال ، أي أننا بحاجة إلى تحديث معرفي سريع على مدار الساعة
المعايير الفنية للإنتاج المعرفي والكتابة والنشر:
في سياق الواقع الحالي لحالة العقل والإنسان والثقافة العربية الإسلامية:
نظرا للعديد من الأسباب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية خاصة طول فترة الاستبداد
وإهمال تعليم التفكير، وحصار العقل والمعرفة، وتوجيه مساراتها سياسيا فإننا نعاني من الإشكاليات المعرفية التالية:
1ــ إهمال وتهميش العلم والمعرفة، والبحث العلمي وإنتاج المعرفة .
2ــ غياب العقل التحليلي الناقد المفكر المنتج للمعرفة لحساب العقل الناسخ من التراث أو من الغير.
3ــ سطحية وهشاشة كبيرة في التعاطي مع المفاهيم والأفكار.
4ــ التفكير الفلسفي النظري البعيد عن احتياجات الواقع، والانفصام بين النظرية والتطبيق.
5ــ سيادة التفكير الجزئي التفصيلي على حساب الكلي الإستراتيجي.
6ــ غياب البوصلة والروية والخريطة البحثية .
7ــ ضعف الوعي والإنتاج المعرفي الجديد.
8ــ رفض التحدي والهروب من المسؤولية العلمية إلى الماضي دائما والافتخار به والعيش فيه وتحويله إلى أسوار وقيود بدلا من أن يكون قاعدة انطلاق.
9ــ الاستغراق في التراث وتقديسه وتحويل أفكاره وأشخاصه إلى مسلمات مقدسة ومرجعيات عليا
للتفكير والإنتاج المعرفي الوهمي.
10 ــ غياب ثقافة القراءة والاطلاع، كما وكيفا مقارنة بدول العالم المتقدمة .
11 ــ وجود الكثير من المنافسات المشوقة عن الكتاب والقراءة والاطلاع، مما خلق تحديا كبيرا
على مستوى الإنتاج المعرفي والتنأول والإعداد والصياغة لجذب القارئ وتوصيل أكبر قدر
من الأفكار، ومحاولة إكسابه المهارات في أقل وأسرع وقت ممكن. لهذا كان لابد من
وضع سياسات جديدة للكتاب تناسب مفتتح القرن والعهد الجديد ، كمحاولة للوصول إلى عقل ووجدان القاريْ بأسرع وأسهل ما يكون على أن تتجدد هذه السياسات بشكل مستمر، بمشاركة القراء أنفسهم
コメント