top of page

فـتــح الـفـتــوح (2) خريطة طريق التأهيل الذاتي لرواد ثورة المعرفة

تاريخ التحديث: ٧ مايو ٢٠٢٣



في سياق تحديدنا لأهداف هذا المقال الإستراتجيى في أهدافه ومحتواه ومداه الزمنى والمكانى :

1ـ من توجيه ميول النخب المخلصة والموهوبين اليقظين إلى الأزمة والواجب فعله معرفيا 10%

2ـ وبيان الواجب فعله وأولوياته وترتيبه فيما أطلق عليه بفتح الفتوح 20%

2ـ وتعريف الموهوبين المخلصين بدليل معيارى وخريطة طريق واضحة نحوبناء وتأهيل

أنفسهم لأداء مهمتهم في إنتاج وتمكين المعرفة الجديدة 70%

تناولنا في المقال السابق :

ـ أزمتنا العربية والإسلامية وعمقها في ضعف المنتج البشرى في الطبقات الثلاث الفكر والتخطيط والتنفيذ

ــ وأهم الأمراض التى أصابت الطبقة الأهم وهى الأولى الفكرية ، والآثار الكارثية لذلك

ــ ثم الواجب فعله بإنتاج جيل فتح الفتوح من الباحثين ومنتجى المعرفة الجدد ، وأهم سماتهم الأساسية

ـ وبيان السياسات العامة الضامنة لإعداد فتح الفتوح لنفسها في بيت الفرعون ، وأبرز التحديات التى ستواجهم وكيفية التعاطى معها .


على طلاب العلم الذين يعدون أنفسهم  للبحث العلمى والإنتاج المعرفي في التخصصات المختلفة عليهم تأسيس أنفسهم معرفيا بأكبر قدر من العلوم الوظيفية
على طلاب العلم الذين يعدون أنفسهم للبحث العلمى والإنتاج المعرفي في التخصصات المختلفة عليهم تأسيس أنفسهم معرفيا بأكبر قدر من العلوم الوظيفية


لننتقل إلى الجزء الأهم والذى سنجيب فيه على سؤال الكيف ؟

مؤكدين في بداية الطريق أن :

1ــ تطور المجتمعات والدول يحتاج إلى نظرة فكرية ورؤية إستراتجية ومنهج عمل

وإنتاج المعرفة وتوثيق العلم وبناء الفكر، وهو بلاشك فن المستحيل ، وأصعب وأهم المغامرات البشرية

والتى يكللها النجاج عندما يختبر غنتاجها المعرفي الجديد ، ويطبق بنجاح وتوثق لتقدم للمجتمعات البشرية

حلولا مبتكرة ، وتنجز للإنسانية نقلات نوعية ، وتضيف للرصيد الفكرى الإنسانى جديدا للمستقبل .

وحين لا يكون الممكن ممكنا ، كما في حالتنا العربية والإسلامية الحالية ، عندها لابد من إتخاذ

المستحيل طريقا ، لتتقدم فئة الرواحل الكبرى ــ فتح الفتوح ــ لإنقاذ الأمة معرفيا وعمليا .

مع الإيمان بأن الشطحات العقلانية أحد أهم مفاتيح إنتاج المعرفة ، والتى تتطلب الإلتزام الكبير

بالعقلانية التنويرية لتؤتى ثمارها المعرفية المتجددة.

2ـ وفي القلب نتسلح ببوصلتنا الرسالية لله تعالى وحده لا شريك له رحمة للعالمين وطلبا لرضاه وعفوه

واعين بأن إنتاج المعرفة والعلم وبناء الفكر ليس غاية في ذاته وإنما هو وسيلة لتحسين حياة الأنسان

وإعلاءالرسالة الحق في هذا العالم ، وهى رسالة الإسلام العظيم ، ولذلك فإن كل علم في عقل أى عربى ومسلم لم يستخدم في تحرير الشعوب العربية والإسلامية وتنميتها ونهضتها فلا قيمة له عند رب العالمين بل هو حجة ووبال على صاحبه يوم القيامة ، لما لم تستخدمه في تحريرونهضة العرب والمسلمين والناس جميعا من استبداد وطغيان الظالمين المتألهين على البشر من دون الله تعالى .

فالعلوم المتجددة شاء من أنتجها أو لم يشأ هى الوقود المحرك للمشاريع السياسية الجارية عالميا .

3ـ الوعى بان عدم وضع العلم والفكر الجديد في سياق مشروع عربي إسلامى جيوإستراتيجى كبير بلا شك سيجعله عرضة وفريسة للسرقة والتحول لإستخدامه ضمن المشروع الجيوإستراتجيى للخصوم

أعداء الله تعالى ، وإن كذبوا وخدعوا وقالوا للأسرة الإنسانية كافة .

إنتاج المعرفة والعلم وبناء الفكر ليس غاية في ذاته وإنما هو وسيلة لتحسين حياة الإنسان وإعلاءالرسالة الحق في هذا العالم ، وهى رسالة الإسلام العظيم

مراحل الإعداد والتأهيل ؟

اولا : التأهيل العلمى التأسيسى الخاص : من منظومة علوم الأداة والغاية والمكملة والتى قمت بتطويرها وبيانها ورسم خريطتها الحديثة المعاصرة وفق علوم العصر ، بعد الجهود الطيبة لعلماءنا في القرون السابقة والتى توقفت علىالعلوم الدينية فقط.

ثانيا : التأهيل الأكاديمى : وشروطه ومعاييره وأماكنه وكيفية تحقيق بأفضل وأسرع ما يمكن ، وتحديد المجال والإطارالعام للدراسات العليا بما يخدم الغاية الكبرى .

ثالثا: التأهيل الواقعى : بالواقع العالمى ومدارس بناء الإنسان والمجتمع فيه ، وبالواقع المحلى وأزماته التاريخية العميقة وتحدياته ومشاكله وعقباته الحاليةوالمتجددة ، بمعنى المتابعة المستمرة لحالة المريض المستهدف علاجه ، ومسارات وأنواع العلاج الحديث عالميا .

اولا : التأهيل العلمى التأسيسى الخاص لفتح الفتوح صناع ثورة المعرفة العربية والإسلامية القادمة :

بفهم أنواع العلوم وإمتلاك الأساسى واللازم منها بحسب مجال التخصص ، وقديما قدم العلماء تقسيما

للعلوم إقتصروا فيه على العلوم الدينية فقط دون الذهاب الى بقية العلوم الإنسانية المنتجة بشريا ، ناهيك عن العلوم الكونية ، حيث قسموا العلوم إلى :

علوم الأداه أو الآلة : اللغة العربية وعلوم القرآن ومصطلح الحديث وأصول التفسير وأصول قواعد الفقه

وعلوم الغاية : التفسير والحديث والعقيدة والفقه

وعلوم المكملات : الفكر والمنهج والتراجم والطبقات والشعر والأدب والتاريخ والسير







التقسيم الحديث للعلوم نموذج د.الديب

وفي سياق ما بلغته البشرية من تطورفي العلوم والمعارف قمت بتطوير نظرية تقسيم العلوم على ثلاثة قواعد :

القاعدة الأولى : شمول العلوم الدينية والغير دينية والإنسانية والكونية والقديمة والحديثة المتجددة

القاعدة الثانية : عملا بمبدأ وحدة منظومة العلوم الإنسانية ، وكذلك وحدة العلوم الكونية ، ووحدة العلوم الإنسانية والكونية معا ، والتوسع لشمول كافة مفردات منظومة العلوم الإنسانية والكونية بحسب التخصص

القاعدة الثالثة : الدورالوظيفى لهذه العلوم كعلوم وظيفية لإنتاج معرفى لازم لعلوم الغاية الخاصة بالفعل والإنجاز الحضارى المباشر


تقسيم الديب للعلوم المعاصرة :



في هذا السياق على طلاب العلم الذين يعدون أنفسهم للبحث العلمى والإنتاج المعرفي في التخصصات المختلفة عليهم تأسيس أنفسهم معرفيا بأكبر قدر من العلوم الوظيفية الداعمة لتخصصهم في علوم الغاية

التى سيتخصصون فيها ، وبقدرقزة تأهليهم معرفيا من العلوم الوظيفية بقدر قدرتهم على إستيعاب

علوم الغاية والإبحار والبحث فيها وإستكمال مسيرة البحث والغنتاج المعرفي المتجدد فيها .

مثال : طلاب العلم الساعين للتخصص في علوم التربية والتعليم وبناء الإنسان والمجتمع الحضارى الحديث وتحقيق نقلات نوعية في بناء الانسان والمجتمع وإنجاز تحولات إقتصادية وإجتماعية

وسياسية كبرى عليهم تأسيس أنفسهم في العلوم الوظيفية التالية :


1ــ العلوم الدينية الأساسية

2ـ علم فلسفة تراجم الأعلام البشرية

3ـ علم الإجتماع البشرى والسياسى

4ـ علم فلسفة التاريخ

5ـ علم الإحصاء والتحليل

6ـ علم اللغة

7ـ علوم الكمبيوتر وتكنولوجيا الإتصال

8 ـ علوم الإدارة المؤسسية والتربوية

9ـ علوم التفكير والإبتكار

10 ـ علم التخطيط والإستشراف المستقبلى

بالإضافة إلى علوم الفكر الدينى وتطبيقاته الحضارية في مجال التربية وبناء الإنسان والمجتمع

ستشكل بنية معرفية تأسيسية قوية لولوج علوم التربية والتعليم ، وكلما إتسعت وتعمقت درجة الإستيعاب والإداراك المعرفي لهذه التخصصات كلما تعززت قدرة الباحث على الإنتاج المعرفي المتجدد الفاعل في مجال التربية وبناء الانسان والمجتمع .

وللحديث بقية ان شاء الله عن التأهيل الأكاديمى والواقعى العملى لباحثين ومنتجى المعرفة رواد ثورة المعرفة القادمة

Comments


bottom of page