top of page
صورة الكاتبالدكتور إبراهيم الديب

فـتــح الـفـتـــوح ..دليل معياري للباحثين ومنتجي المعرفة صناع المستقبل

تاريخ التحديث: ٧ مايو ٢٠٢٣




أهداف المقال

1ـ توجيه ميول النخب المخلصة والموهوبين اليقظين إلى الأزمة والواجب فعله معرفيًا 10%.

2ـ بيان الواجب فعله وأولوياته وترتيبه فيما أطلق عليه بفتح الفتوح 20%.

2ـ تعريف الموهوبين المخلصين بدليل معيارى وخريطة طريق واضحة نحو بناء وتأهيل

أنفسهم لأداء مهمتهم في إنتاج وتمكين المعرفة الجديدة 70%.

أزمتنا العربية والإسلامية

أصل أزمتنا العربية والإسلامية هي أزمة بشر، في ضعف الكيف والنوع والذي امتد ليشمل غالب العدد

أُحددها في نقاط محددة:

1ــ سطحية وهشاشة البنية التربوية الأساسية على مستوى المعتقدات والقيم والمفاهيم والأفكار.

2ــ غياب الوعي الجمعي الأساسي للمجتمع على مستوى الوعي بالذات وبالعالم من حوله وبالآخر

وبسنن وقوانين الله تعالى والحياة والواقع.

3ــ تجاهل وتناسى المهمة والدور البعثي الرسالي وأننا أمة صاحبة رسالة هامة للعالمين

بلغت مبلغًا بعيدًا من الضعف والهوان والتبعية وصولاً إلى مجتمع القطيع الوظيفى

التابع الخادم لغيره من الأمم.



موقع ومكان الازمة

يتشكل جسد المجتمع والأمة من طبقات ثلاث تدير حركته بالتتابع :

أولاً- طبقة المفكرين: ومهمتهم فهم الواقع والدراية بتحدياته ومشاكله، وتطلعاته، واستكشاف الطريق

ووضع الأسئلة والإجابة عليها وإنتاج المعرفة المتجددة التى تحرك وتقود كل جسد المجتمع

ثانيًا- طبقة المخططين: القادرين على ترجمة الأفكار والمعرفة الجديدة إلى أهداف كبيرة وخطط إستراتيجية ومشاريع وبرامج عمل.

ثالثًا- طبقة المنفذين: لمشاريع وبرامج العمل التنفيذية في كافة مجالات حياة المجتمع وتحقيق الخطط النظرية إلى أرقام إنتاج حقيقية وتحولات إقتصادية وإجتماعية حقيقية.

يتلقاها المفكرون لترجمتها إلى أهداف سياسية أكثر تحضراً وتقدمًا لتستمربذلك عجلة ودورة حياة الأمة.

ومكمن أزمتنا العربية والإسلامية هو في الطبقة الأولى طبقة المفكرين التي أصابها مرضين:

المرض الأول: الضعف والركود والعجز عن إنتاج المعرفة المتجددة، والتوقف عن الإنتاج

المعرفي والفكري، والهروب إلى الماضي لإعادة نسخه.

المرض الثاني: الإختراق والتحول إلى أداة وظيفية لتمرير أفكار مشاريع الخصوم.

النتائج الكارثية: لتوقف طبقة المفكرين عن إنتاج المعرفة المتجددة:

توقف الجهاز المعرفي لإنتاج المعرفة المطلوبة للمجتمع أدى إلى:

ــ تقادم وتخلف كافة أشكال الحياة العلمية والتعليمية والتأهيلية والعملية بالمجتمع.

ــ تفكك وضعف وتلاشى الهوية وغيابها عن الوجود والتأثير.

ــ تراكم وتعقد الإشكاليات الداخلية وتحولها إلى أزمات كبيرة.

ــ التحول إلى مجتمع عشوائى إستهلاكى لما يسمح به من المعارف التي ينتجها الآخرين

ولمنتجات الآخر المادية، وما يتبعها من خلل في الميزان التجارى وتدهور في الإقتصاد والعملة.

بإيجاز التحول من مجتمع قابل للإستعمار إلى مجتمع مدمن إستعمار وإستحمار ولا يمكن له أن يعيش بذاته.

الحاجة إلى فتح الفتوح:

فتح الباب الحضارى الكبير باب الإنتاج المعرفي، والذي سيفتح أمامنا كل الفتوحات المتتالية:

جيل جديد من الباحثين ومنتجي المعرفة المتجددة لتحقيق المهام والأهداف التالية:

أولاً: سرعة فهم وإستيعاب التطور المعرفي والعلمي الجاري في التخصصات المختلفة.

ثانيًا: توطين الإحتياجات المعرفية اللازمة وفق أولوياتنا المعرفية.

ثالثًا: إنتاج المعرفة الوطنية المتجددة اللازمة لتلبية احتياجاتنا في التخصصات المختلفة.

السمات الأساسية اللازمة في فتح الفتوح :

جيل جديد مختلف تمامًا عن الأجيال السابقة التى تربت ونشأت في ثقافة الضعف والهزيمة والإستهلاك ورضعت اللبن الفاسد للذل والمهانة والتبعية للآخر.

ــ فتح الفتوح جيل غاضب رافض للتخلف والضعف والعيش بثقافة الإستهلاك والتبعية.

ـ فتح الفتوح جيل متمرد على القطيع يفكر ويتحرك خارجه تمامًا.

ــ فتح الفتوح جيل من أصحاب العقول الكبيرة والمواهب الفطرية البارزة والنفوس الكبيرة

التى تعيش لرسالتها، من المهم رصدهم وتوسمهم واكتشافهم مبكرًا وهم على مقاعد الدراسة

أو بمجرد الإنتهاء منها، قبل أن يتم إختطافهم ودمجهم كجنود منفذة وخدام في برامج ومشاريع الخصوم.

ـ فتح الفتوح جيل يختار حياته بنفسه، يصنع نفسه بنفسه ويتحدى ويتجاوز الظروف ويعيد صناعة الظروف

ويغير الواقع ويصنع التاريخ.

ــ فتح الفتوح جيل يعتز بذاته الإسلامية الحقيقية الأصيلة التى تلهمه وتوجب عليه إتمام مسيرة

الإنتاج المعرفي والعلم والإنتاج والقوة والتحرر والسيادة الكاملة.

ــ فتح الفتوح جيل جديد مبتكر يرفض النسخ والتقليد والأفكار التقليدية المكررة الفاشلة.

ـ فتح الفتوح جيل متحرر من كل أمراض التخلف والهزيمة من فردية وعشوائية وخرافات.

ـ فتح الفتوح جيل عقلاني منهجي مؤسسي واقعي عملي.

ـ فتح الفتوح جيل رسالي يحمل هم ومسؤولية وأهداف رسالته المحمدية العظمى فهمًا وتطبيقًا.

ــ فتح الفتوح جيل واقعي عاقل حكيم غير متعجل، يعيد النظر يفكر جيوإستراتيجيا لا يبحث عن المنصب

والمال والشهرة، إنما يركز على غاية واحدة فقط إنتاج النموذج الإبداعي الإبتكاري الذي يفرض نفسه

على الواقع ويدعو الدولة إلى الطلب والإلحاح في تنفيذه لإنقاذ المجتمع والدولة.

فتح الفتوح تعد نفسها في بيت الفرعون؟

ندرك جيدا حقيقة أن الأنظمة الإستبدادية المحلية تدور في فلك الدول الكبرى الإستعمارية ومشروعها

الأساس هو المحافظة على البقاء في السلطة، ودعم استمرار الأوضاع كما هى عليه وقطع الطريق على أية محاولات للإصلاح والتغيير، والمحافظة على مصالح الدول الكبرى، ومن ثم فهذه النظم بوزاراتها ومؤسساتها تعمل بشكل ميكانيكى لتحقيق هذه الأهداف الثلاث، ومن ثم لن تقبل بأى جديد خارج نظامها وصندوقها الأسود الذي تعيش فيه منذ قرن ونصف، ومن ثم يحتاج الأمر إلى حكمة فردية بالغة للتعامل الإبداعي مع هذا التحدى الكبير، ومحاولة الدخول إليه وإصلاحه في داخل بلادنا.

1ـ التواصل مع العلماء والمفكرين المخلصين المبدعين من أصحاب العقول الموسوعية الكبيرة، الذين يعملون خارج صنادق الانظمة السياسية والتنظيمات الدينية والصناديق التقليدية الخاصة، والحصول على رعايتهم العلمية والخبراتية اللازمة والإستفادة من تجاربهم وتجارب الآخرين، إختصارًا للجهود والمسافات والأزمنة.

2 ـ التحرر التام من أية تنظيمات سياسية أو دينية، والعمل بشكل أكاديمي وطني منفرد يحمل مشروع كبير لنهضة بلاده، ورُب فتاة أو شاب ذو عقل وهمة يحيي الله به أمه.

3 ـ إمتلاك غاية واضحة ومحددة لإعادة بناء المواطن والأسرة والمجتمع والمؤسسة بمعنى القوة البشرية للمجتمع، من رحم الواقع الحالي بتحدياته وإمكانياته وفرصه وتفاعلاته الواقعية الحالية.

4 ـ صناعة حلم وخطة إستراتيجية لتحقيقه، مع قابليتها للتطوير المستمر في التفاصيل بحسب حراك الواقع والخبرات المتجددة.

5 ـ التوسع في إستيعاب التجارب العالمية الناجحة وإستخلاص الدروس المتنوعة من كل منها.

6ـ إبتكار وصناعة نموذج وطني جديد خاص بالواقع المحلى قادر على تربية وإعادة إنتاج المواطن والمجتمع الحضاري وولوج طريق التحرر والتنمية والنهضة، جاهز وقابل لتطبيقه رسميًا على النظام والأجهزة الرسمية للدولة.

7 ــ التحدي الإبداعي يكمن في إقناع الدولة بالنموذج الجديد المبتكر القادر على حل مشاكلها على المدى القريب وتحقيق الغاية الكبرى على المدى المتوسط والبعيد.

التحدي الإبداعي يكمن في إقناع الدولة بالنموذج الجديد المبتكر القادر على حل مشاكلها على المدى القريب وتحقيق الغاية الكبرى على المدى المتوسط والبعيد.

تحديات وإشكاليات، أولية تتجاوزها فتح الفتوح

ــ التعطيل المتعمد لأجهزة التفكير وإنتاج المعرفة، عبر الحرمان المتعمد من تعليم التفكير ومناهجه وأساليبه وأدواته، وإستهلاك وإستنزاف الطلاب في نظام تعليمي على مدار ستة عشر عامًا بالغ التخلف، يعتمد على تعطيل عقل الطالب وجهازه المعرفي عن العمل ويجهزه للإنضمام تلقائيًا إلى مجتمع القطيع.

ـ فكرة سياسية لماذا نجهد أنفسنا في إنتاج المعرفة وهناك من هو أفضل منا في إنتاجها ونحن نستورها جاهزة من العالم المتقدم، هذه السياسة التي أسس ورسخ لها العقل العربي المجتمع الخليجي، الذي تعود على الإقتصاد الريعي والكسب والغنى السريع بدون مجهود عبر استخراج البترول والغاز من الأرض، وتحويله إلى عملة ورقية لاستيراد كل ما يحتاجه، وتم تصديرها إلى بقية العالم العربي.

ـ الهزيمة النفسية الذاتية والإحساس بالدونية والعجز أمام الآخر المتقدم، وقبول التبعية والعبودية له.

ـ الإستدراج الجزئى المتدرج الناعم إلى النظام المجتمعي وبيروقراطية الواقع وظروفه شهر بشهر وعامًا بعام ومرور الوقت، وتضييع الفرصة على ولوج طريق فتح الفتوح.

ــ الغربة والوحشة في مجتمع يفتخر بالتخلف والتبعية والعبودية للأخر، ويحارب كل جديد خاصة الموهوبين، فيحاول تعويقهم والسخرية منهم وتعطيلهم ومحاربتهم بكل ما يستطيع على ذلك سبيلاً.

لكن جيل فتح الفتح يرسم طريقه الجديد على الصخر وينحته نحتًا ويشقه شقًا ولا عجب فهذا منهاج

ومسيرة سيد الخلق والأسوة والقدوة ومعلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم وأستاذ وقدوة جيل فتح الفتوح.

مراحل الإعداد والتأهيل ؟

أولاً: التأهيل العلمي التأسيسي الخاص: من منظومة علوم الأداة والغاية والمكملة والتى قمت بتطويرها وبيانها ورسم خريطتها الحديثة المعاصرة وفق علوم العصر، بعد الجهود الطيبة لعلماءنا في القرون السابقة والتي توقفت على العلوم الدينية فقط.

ثانيًا: التأهيل الأكاديمي: وشروطه ومعاييره وأماكنه وكيفية تحقيقه بأفضل وأسرع ما يمكن، وتحديد المجال والإطار العام للدراسات العليا بما يخدم الغاية الكبرى.

ثالثا: التأهيل الواقعي: بالواقع العالمي ومدارس بناء الإنسان والمجتمع فيه، وبالواقع المحلى وأزماته التاريخية العميقة وتحدياته ومشاكله وعقباته الحالية والمتجددة، بمعنى المتابعة المستمرة لحالة المريض المستهدف علاجه، ومسارات وأنواع العلاج الحديث عالميًا.

وللحديث بقية عن مجالات ومراحل التأهيل الثلاث الخاصة بجيل فتح الفتوح.


أصل أزمتنا العربية والإسلامية هي أزمة بشر، في ضعف الكيف والنوع والذي امتد ليشمل غالب العدد
أصل أزمتنا العربية والإسلامية هي أزمة بشر، في ضعف الكيف والنوع والذي امتد ليشمل غالب العدد

Comentários


bottom of page