من كتاب صناعة الهوية -المقال 22
صناعة الهوية لحركات التحرر الوطني المنظمة.
حركات التحرر تمثّل القوى الحية، من المجتمع الرافض للنظام الاستبدادي، والكتلة الحرجة منه والفاعلة والمحركة لغيرها من ممكنات الفعل المختلفة للتخلص من النظام الاستبدادي، وإحلاله بنظام ديمقراطي شعبي تتحول فيه إرادة وسلطة الحكم للشعب.
1ــ واقع الكتلة الصلبة من حركات التحرر الوطني المنظّمة: ــ عادة حركات التحرر مجرّمة، ومحاصرة ومطاردة من قبل النظام ومن ثم فهي مقسّمة إلى: 1/5 ــ جزء بمعتقلات النظام المستبد. 2/5 ــ جزء مطارد داخل المجتمع. 3/5 ــ جزء متخفي داخل المجتمع. 4/5 ــ جزء داخل النظام متعاون معه جبرًا، ينتظر الفرصة للتخلص من قبضته. 5/5 ــ جزء مهاجر خارج حدود سيطرة الدولة الاستبدادية. 2 ــ الأهداف العامة لحركات التحرر: أ ــ بناء كتلة صلبة تمثل الكتلة الحرجة، والقاطرة المحركة لتخطيط، وتحريك، وقيادة الفعل الثوري ضدَّ الاستبداد (هدف خاصة بالكتلة الحركة). 2 ــ تعزيز وعي وإيجابية وقوة ومشاركة الشعب؛ لتحمل مسؤوليته في التخلص من الحكم الاستبدادي (هدف خاص بالجماهير). 3 ــ التخلص من الحكم الاستبدادي، والتحول إلى نظام ديمقراطي يجسد ويمكن للإرادة الشعبية: (هدف مزدوج خاض بالكتلة الحرجة، والجماهير معًا).
أولاً: الكتلة الصلبةُ الحرجة لقيادة حركة التحرر: كتله قوية صلبة ذهنيًّا ونفسيًّا وفكريًّا وإداريًّا وقياديًّا، تتكون من كافة المكونات المجتمعيَّة على قادة أيديولوجيا الثورة، وتحرير الوطن، وتمكين إرادة الشعب من الحكم وتحقيق مصالح الشعب، تتحمل مهمة ومسؤولية القيادة الفكرية والميدانية للثورة
ثانيًا: المبادئ الخاصة لصناعة هوية الجماهير الثائرة للتحرر من الاستبداد. 1ــ بناء هوية وطنية جامعة وحاشدة لكافة المكونات والقوى الوطنية في المجتمع. 2 ــ وضوح المعركة، وتحديد العدو وتوحيد وإفراد بوصلة المعركة ضد نظام الحكم الاستبدادي؛ إذ هو العدو الواحد المشترك لكل المكونات، فهي معركة تحرر، وتمكين الإرادة الشعبية من الحكم. 3 ــ كشف الهوية العنصريَّة الاستبدادية للمستبد، وسحب بساط كافة القوى المساندة والداعمة والحاضنة من حوله، وحصاره منفردًا قدر المستطاع. 4 ــ تعزيز الوعي الجمعي الشعبي، بإعادة تفكيك نظام وأفكار وهوية العبودية الشعبية للنظام وبناء نظام أفكار الوعي الثوري، بناء وتعزيز منظومة قيم الهوية الثورية (الاعتزاز بالذات + الحرية + الكرامة + التضحية + المؤسسية + الغضب للحق + المواطنة + المبادرة + الرجولة والصمود + تمكين الشعب + الإيمان بالنصر + الشهادة) وترجمتها إلى سلوك عملي قابل للتدريب والقياس. 5 ــ صناعة هوية جديدة تؤكد ملكية الشعب للدولة، وتمكين إرادة الشعب في الحكم هوية جديدة شاملة لكافة الشرائح العمرية والمجتمعيَّة. بقلم الدكتور ابراهيم الديب مدير مؤسسة قيمى هويتى لتخطيط وبناء القيم والهوية .
Comments