مقدمة :
1 ــ محاولات ممتدة لتقسيم القيم والأخلاق إلى قيم أم وكلية وأصلية وأخرى فرعية وجزئية وتابعة
جاءت في شكل آراء خاصة تسعى إلى بناء تصور عامونظرية أخلاق ونظام تربية وتكوين
2 ــ البعض صنف القيم والأخلاق إلى الأخلاق العملية الفردية، والأسرية، والاجتماعية، وأخلاق الدولة
والأخلاق الدينية، وأمهات الفضائل الإسلامية.
3 ــ تصنيف القيم بحسب الاستخدام الوظيفي ومجالات استخدامها إلى قيم تربوية وقيم اجتماعية
وقيم اقتصادية وقيم سياسية ... إلخ وتسميتها بحسب استخدامها.
4 ــ تصنيف القيم إلى مستويات تصورها وتطبيقها إلى قيم وطنية وقومية محلية، وقيم إنسانية عالمية.
5 ــ التصنيف من حيث طبيعة الاكتساب إلى قيم فطرية وأخرى مكتسبة.
6 ــ من حيث المصدر إلى قيم دينية ربانية المصدر وقيم بشرية أنتجها أو نقلها المفكرون من الأديان
وغيروا فيها بالنقصان والإضافة.
7 ــ من حيث التوظيف الاجتماعي والسياسي والحضاري إلى:
1ـ قيم التأسيس 2ـ قيم التحريك 3ـ قيم الفاعلية 4ـ قيم السعي
ومن حيث مجالات عملها؛ مجالات عمل القيم:
2 ــ قيمة المنهج وحجيته.
3 ــ وقيم الأصول ووظيفتها التأسيسية والمعيارية.
4 ــ وقيمة التاريخ عمرانيته وحضارته وعبرته.
5 ــ وقيمة الفكر في فاعليته.
8 ــ في سياق النسق العام للقرآن الكريم تقسم القيم تقسيمًا وظيفيًا إلى أربع مستويات؛ العمق
وقيم التساكن والعيش، وقيم التواصل والدعوة، وقيم الحرب لتنظيم كافة مجالات الحياة.
9 ــ بحسب موضوعها:
أ ــ قيم عقلية : كالوصول إلى الحقيقة والوضوح والموضوعية في الطرح والبُعد عن المنفعة الشخصية.
ب ــ قيم اقتصادية : كالربح والانتفاع والاستغناء عن الآخرين.
ج ــ قيم سياسية : تكافؤ الفرص و حرية الرأي وحرية الاختيار والمنافسة الشريفة في الوصول
إلى الحكم، والشفافية والشورى والمحاسبية والعدل.
10 ــ بحسب خصائصها وطبيعتها الغالبة المميزة لها إلى قيم روحية وقيم اجتماعية وقيم تربوية و
وقيم مهنية، وقيم سياسية.
11 ــ من حيث مستوى التوظيف إلى قيم فردية وقيم مؤسسية وقيم مجتمعية.
تصنيف القيم بذاتها بحسب القوة الذاتية للقيمة
تمتلك القيم الإسلامية
العديد من القوى الذاتية، والتي تتشكل وتتجسد في الشخص الذي يؤمن ويتخلق بها
1 ــ القوة المفاهيمية والمعرفية :عدد ونوع المفاهيم الكلية والتفصيلية داخل البناء المفاهيمي للقيمة.
2 ــ القوة الإيمانية والتشريعية والروحية : مكانة القيمة عند الله تعالى في التشريع القيمي.
3 ــ القوة السلوكية والأخلاقية للقيمة : عدد ونوع الواجبات السلوكية لمفاهيم القيمة.
4 ــ القوة الإصلاحية : والتغييرية للقيمة في نفس الفرد والمجتمع.
5 ــ القوة العملية المادية النفعية للقيمة : عدد ونوع ثمار ومنافع التخلق بالقيمة على الفرد والمجتمع.
6 ــ القوة الاجتماعية للقيمة : العائدات الاجتماعية والسياسية للقيمة.
7 ــ القوة النفسية للقيمة : العائدات النفسية المتحققة نتيجة التخلق بالقيم
في هذا السياق يتم تصنيف القيم
أنواع القيم:
أولاً : التقسيم البنيوي للقيم ذاتها:
ثانيًا : من حيث علاقتها بإنتاج وإدارة السلوك البشريّ ( الحاكمة والمتممة ) موقعها في خطة القيم المستهدفة مستقبلاً، أو الواقع المجتمعي الحالي
مجالات الاستفادة من تقسيم القيم بحسب قوتها الذاتية :
توفير المعايير لحساب قوة القيمة رقميًا ومئويًا، وتحديد القيمة المضافة لكل قيمة
وإعداد المنهج العلمي لتبويب وتنظيم وصف القيم، مما يعزز من عمليات :
1ــ التخطيط التربوي والاجتماعي والسياسي.
2 ــ التوظيف الحضاري لقيم التحرر وقيم البناء والتمكين الحضاري.
أولاً : التقسيم البنيوي للقيم ذاتها :
1 ــ القيم الكبرى الأساسية:
ــ التي تحتوي على مفاهيم كبيرة وعميقة في ذاتها.
ــ التي تعدّ نتائجها هامة للإنسان، فلا يمكن للإنسان أن تستقيم حياته بدونها.
ــ أساسية للإنسان لضمان الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية الوجودية.
ــ غيابها يسبب خللاً وضررًا كبيرًا للإنسان.
ــ تأسيسية لما بعدها من القيم.
ــ منتجة لغيرها من القيم الفرعية.
مثال : الصدق قيمة كلية كبرى والذي يعني صدق النية والعزم والعمل واللسان، لا يمكن للإنسان
أن يتصالح مع نفسه وتستقيم نفسيته الذاتية، وعلاقته بالآخرين، وحياته بدونه.
2 ــ القيم الفرعية :
ــ التي تحتوى على مفاهيم صغيرة نسبيًا.
ــ ونتائجها محدودة الأهمية بالنسبة للإنسان مقارنة بالقيم الكبرى.
ــ يمكن للإنسان أن يعيش وتستقيم حياته نسبيًا بدونها.
مثال : قيمة الشجاعة والكرم، هي قيم متممة يمكن للإنسان أن يعيش بدونها، وتتحسن جودتها
عندما يمتلكها.
ثانيًا : من حيث علاقتها بإنتاج وإدارة السلوك البشريّ (الحاكمة والمتممة):
( موقعها في خطة القيم المستهدفة مستقبلاً، أو الواقع المجتمعي الحالي)
مفهوم التحكم :
1 ــ القيم الحاكمة:
1 ــ عميقة التمكن في نفس الفرد.
2 ــ الأكثر قوة وسيطرة وتحكمًا في إنتاج السلوك البشريّ.
3 ــ التي تمارس بتلقائية ومباشرة حيث إنها تمثل الجزء المهم من قناعات وشخصية الفرد.
4 ــ يمارسها الفرد في كل المواقف، في السر والعلن، بحرية وتحت الضغط.
أسباب حاكميتها:
1 ــ من حيث قوتها الذاتية، وأهميتها ومساهمتها في بناء شخصية الإنسان بشكل عام
ــ القيم الإنسانية الأم ــ أمهات القيم ــ التي قامت عليها الحياة:
( الكرامة الإنسانية + الحرية + العدل + المساواة + الأخوة الإنسانية + التعاون + التفكير)
والتي تتوالد وتتفرع عنها قيم أخرى متممة.
2 ــ من حيث مكانتها في تحقيق الأهداف التربوية المنشودة، والتي لا يمكن الاستغناء عنها
حيث إن غيابها يمثل خللاً بنائيًا.
القيم تصنع مسلمًا
( منفتحًا ومتواصلاً ــ مبدعًا ومبتكرًا ــ عمليًا منتجًا ....إلخ ) .
القيمة الحاكمة في إنتاج المسلم المتواصل = قيمة التسامح + قيمة الأخوة.
القيمة الحاكمة في إنتاج المسلم المبتكر = التفكير + الاستشراف.
القيمة الحاكمة في إنتاج المسلم المنتج = المبادرة + العمل.
القيم تصنع مجتمعًا
( ثائرًا متحررًا ــ تنمويًا ناهضًا ــ منافسًا حضاريًا ــ ضعيفًا سلبيًا ) ...إلخ
القيمة الحاكمة للمجتمع الثائر = الاعتزاز بالكرامة الإنسانية + الحرية + الغضب الإيجابي .
القيمة الحاكمة للمجتمع التنموي الناهض = التخطيط + العمل والإنجاز .
القيمة الحاكمة للمجتمع المنافس حضاريًا = الجودة + التميز + الريادة.
القيم الحاكمة للمجتمع الضعيف السلبي = الفردية الأنا + العشوائية + المحسوبية والفساد.
3 ــ مركزيتها في بناء التكليف الإيماني الذي جاءت به الكتب السماوية، حيث تحتل مرتبة متقدمة
في التشريع الإيماني، الفرض والوجوب.
( قيمة الإيمان بالله + قيمة التوحيد + قيمة الصدق + قيمة الحياء)
4 ــ مركزيتها في تفكير وتصور سلوك الفرد بغض النظر عن صحتها من عدمها لأسباب تتعلق بالوراثة والتربية الأسرية والبيئة .
ــ قيمة التحرر والترحل المستمر عند البدوي لوراثتها والنشأة والتكيف عليها بالوراثة والبيئة.
ــ قيمة البخل المتوارثة عند الفرد من أسرته وربما بيئته.
ــ قيمة الكرم المتوارثة عند الفرد من أسرته وربما بيئته.
ــ قيمة الاعتماد على الذات والعمل الحر المتوارثة عند الفرد من أسرته و بيئته.
ــ قيمة الانقياد والتبعية الذاتية، والإحساس بالأمان تحت المحتلّ نتيجة لغياب الوعي والإحساس بالدونية، لطول الاحتلال العسكري، وما تبعه من استحمار للحاكم المستبد، لدى بعض الشعوب التي تنازلت عن أجزاء من كرامتها وحقوقها الإنسانية.
5 ــ القيم الحاكمة جبرًا بسلطة القانون واللوائح والنظم المنظمة للمؤسسات والقبائل والمجتمعات والدول.
ــ قيمة الالتزام والانضباط داخل المؤسسات.
ــ قيمة احترام القوانين المنظمة للمرور.
ــ قيمة الالتزام القبليّ بقرار شيخ القبيلة.
ــ قيمة الالتزام باللوائح والمعايير الدولية المنظمة للألعاب الرياضية المختلفة.
2 ــ القيم المتممة :
هي القيم التي تحتل المرتبة التالية في سلم البناء القيمي، لكونها مكملة وضامنة لتحقيق جودة المنتج التربوي، كما أن وجودها متمم وتحسيني.
وعندما نرصد واقعًا قيميًا لمجتمع ما، فإننا نرصد الواقع السلوكي والقيمي ونحلله ونقيّمه ونصنفه
إلى قيم حاكمة أساسية مسيطرة عليه وعلى إدارة سلوكه، وقيم أخرى متممة.
مثال : المجتمع الياباني : القيم الحاكمة المسيطرة عليه هي العمل والإنجاز والاحتراف والابتكار والتحدي
في حين تأتي قيمة التواصل والبر كقيم متممة في آخر السلم القيمي للمجتمع.
مثال : المجتمعي الخليجي : القيم الحاكمة المسيطرة عليه هي الاستهلاك والتفاخر والتواصل والبر
في حين تأتى قيم العمل والإنجاز والتحدي كقيم متممة.
Comentários