top of page

القيم عند الرَّاغِب الأَصْفَهَاني ..نحو نظرية اسلامية للقيم والأخلاق (5-30)

تاريخ التحديث: ١٧ يوليو ٢٠٢٣

سلسلة القيم والاخلاق فى التراث الاسلامى العظيم

نحو نظرية اسلامية للقيم والأخلاق والهوية الاسلامية العالمية


تحتل القيم والأخلاق مكانة عظمى في الإسلام

1- فالقيم جزء من العقيدة الإسلامية، المؤسسة على التوحيد لا إله إلا الله، وأن من خلق وحده جل في علاه هو وحده الذي يحدد الخير والشر والطيب والقبيح، ويشرع القيم والأخلاق ومعايير السلوك.

ومكانة القيم والأخلاق في الإسلام تجسدها آيات القيم والأخلاق في كل سور وصفحات القرآن الكريم وفي مقدمتها قوله تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) القلم

وقوله -صلى الله عليه وسلم- (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق).

2 - وللقيم أدوار وظيفية مهمة في تزكية المسلم وبناء قدراته الذهنية والنفسية والمعرفية والاجتماعية والروحانية وبناء شخصيته وهويته الإسلامية، والكاريزما الإسلامية القوية المميزة والمميزة

3- القيم تمثل المعايير الأخلاقية التي يجب أن يلتزم بها الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والأمة

4- القيم والأخلاق الإسلامية مصدرها القرآن الكريم، وتطبيقها العملي في السنة المطهرة لخير وأعظم نبي (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الأحزاب

5- بناء نظرية للقيم والأخلاق والهوية الإسلامية فعل تراكمي وتكاملي لجهود علماء الإسلام قديما وحديثا لأجل ذلك كانت هذه السلسة من كتابنا بناء مفهوم القيم ومنظومة القيم.


نحو نظرية اسلامية للقيم والأخلاق والهوية الاسلامية العالمية
نحو نظرية اسلامية للقيم والأخلاق والهوية الاسلامية العالمية

القيم عند الرَّاغِب الأَصْفَهَاني م : 502 هـ / 1108 م

ـــ لم يستخدم مصطلح القيم ولا الاخلاق ، وإنما سماها بالمكارم

ــ مفهوم المكارم عند الأصفهاني

ـــ عرّف الأصفهاني المكارم المطلقة بأنها "اسم لما لا يتحاشى من أن يوصف الباري جل ثناؤه بها أو بأكثرها نحو الحكمة والجود والحلم والعفو وإن كان وصفه تعالى بذلك على حد أشرف مما يوصف به

ــ عمل الاصفهانى على تصميم نظرية أخلاقية إسلامية متمايزة عن غيرها من النظريات الاخلاقية

للإجابة على الأسئلة الكبرى التالية :

س 1 : كيف يصل الإنسان إلى منزلة العبودية التي جعلها الله شرفاً للأتقياء ؟

س2 : وكيف يترقى عنها إذا وصلها إلى منزلة الخلافة التي جعلها الله تعالى شرفاً للصديقين والشهداء؟

يكن منطلقها القرآن ,السنه وقوامها :

1ــ القرآن الكريم هو مصدر المكارم

2ــ للمكارم بعد فردى ، وآخر مجتمعى

3ــ ميز بوضوح بين الخلق وبين غيره من صفات الإنسان : كالسجية ، والإنسانية ، والعادة ، والمروءة ، والظرف ، والفتوة، ويعتبر أن الإنسان في صراع مع الهوى غالب أو مغلوب أو مغالب

4 ــ المكارم والفضائل يمكن تحصيلها بتحريها

5 ــ أصول المكارم أربعة :

اولا : بأن مبدأها طهارة النفس بالتعلم الذي ينتهي إلى الحكمة

ثانيا : واستعمال العفة التي توصل إلى الجود

ثالثا : واستعمال الصبر الذي يقود إلى الشجاعة والحلم

رابعا : وباستعمال العدالة تصحح الأفعال

ومن حصل كل ذلك فقد تدرع بالمكرمة المعنية بقوله تعالى:"إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، وصلح لخلافة الله عز وجل.

6 ــ العلاقة بين العبادات والمكارم العبادة أعم من المكرمة، فكل مكرمة عبادة وليست كل عبادة مكرمة، فللعبادات فرائض معلومة وحدود مرسومة وتركها ظلم وتعد، والمكارم بخلافها، فتحري العبادات من باب العدالة وتحري المكارم من باب الافضال والنفل، ولا يقبل تنفل من أهمل الفرض، ولا يفضل من ترك العدل، وقد أشار الله بالعدل إلى الأحكام وبالإحسان إلى المكارم، بقوله:"إن الله يأمر بالعدل والإحسان".

7ـــ المكارم التي تأخذ بيد الفرد لتؤهله لما خلق له من الخلافة المتضمنة للعبادة، وحمل الأمانة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

8ــ الربط بين المكارم و مفهوم الاستخلاف البشري الذي يعد أحد المفاهيم المركزية في كتاب الله تعالى ودارت حولها كثير من السور والآيات، التي تؤكد على ضرورة بناء المسلم على منهاج العبدية الاختيارية، فيقيم الحياة على أساس الاستسلام لله تعالى بالتوحيد ودعوة الخلق إليه، وبناء العمران الذي هو جزء من مهام الاستخلاف

9 ــ ثنائية الإيمان والعمل والأحكام والمكارم وينطلق لتأصيل هذه الثنائية بتحديد ماهية الإنسان المركبة من جسم ونفس، وما يتمتع به من قوى مدركة حسية أو روحية، فضل بها على الحيوان، ليصل إلى تحديد الفعل المختص بالإنسان في ثلاثة أفعال ذكرها الله تعالى، وهي:

أ ــ عمارة الأرض المذكورة في قوله:"واستعمركم فيها"

ب ــ والعبادة المذكورة في قوله تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"

ت ــ والخلافة المذكورة في قوله تعالى: "ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون".

10 ــ الدورالوظيفى للمكارم فى :

1ــ الوصول بالانسان الإنسان إلى منزلة العبودية التي جعلها الله تعالى شرفاً للأتقياء

2 ــ ثم الرقى بالانسان إلى منزلة الخلافة التي جعلها الله تعالى شرفاً للصديقين والشهداء؟

فبالجمع بين أحكام الشرع ومكارمه علماً وإبرازهما عملاً يكتسب العلى ويتم التقى وتبلغ إلى جنة المأوى"،

ــ تناول المكارم برؤية فكرية فلسفسة عميقة واسعة بالعقل والعلم والنطق وما يتعلق بها وما يضادها.

و فيما يتعلق بالقوة الشهوية وما وراءها ، وفيما يتعلق أيضا بالقوى الغضبية،

ــ احوال العبد فى الالتزام بالمكارم في العدل والظلم والمحبة والبغض



خلاصة في أهم ما قدمه الراغب الأصفهانى للقيم

1 ــ قدم الاصفهانى تفسير فلسفيا عميقا للمكارم كشف عن ماهيتها وخصائصها وأدوارها الوظيفية

الفردية فى تزكية الفرد ، والمجتمعية فى تنظيم والرقى بالمجتمع المسلم ، والبد الحضاري الأممي

فيما يتعلق بتأهيل الفرد والمجتمع الكسلم للقيام بدوره الحضارى فى عمارةالكون والرقى

لمهمة الاستخلاف

2 ــ قدم مفهوما تراتبيا لتزكية وتطورالمسلم بالمكارم وصولا لأعلى مرتبة الأهلية للإستخلاف

3 ــ رسم إطارا معرفيا لنظرية الاخلاق الاسلامية

4 ــ أصل وأسس لنظرية أسلمة المكارم ــ القيم ــ والمعرفة بشكل عام وانطلاقها من القرآن والسنة

5 ــ بين التكريم الإلهى للإنسان بالرعاية الإلهية له بالمكارم وبمهمة العمارة والإستخلاف

6 ــ اتحفظ على مصطلح مكارم والذى يختزل القيم والاخلاق الاسلامية الواسعة العظيمة

في مصطلح ضيق يعنى العطاء والكرم والسخاء ، كما ان الله تعالى سمى القيم التى يتم

الالتزام بها والمحافظة عليها والتخلق الذهنى والنفسى والسلوكى بها بمصطلح كبير

وعظيم وواسع هو الاخلاق


Comments


bottom of page