top of page

الإعجاز القيمي ومجالات توظيفه في مشروع القيم والهوية الإسلامية العالمية "5"


الإعجاز القيمي ومجالات توظيفه في مشروع القيم والهوية الإسلامية العالمية


في اللغة: ارتفاع عن مدى قدرة واستطاعة البشر.


إعجاز القرآن : عدم القدرة على محاكاته وامتناع الإتيان بمثله.


الاعجاز القيمي في القرآن : العطاء الإلهي المقدس الكامل الشامل المتكامل المطلق الذي يتجاوز

استطاعة وقدرات البشر.


مجالات إعجاز القيم القرآنية :


للقيم في التصور الإسلامي سبع أبعاد في وقت واحد: اعتقاد واجب ديني، ومصدر، وأداة، ومقصد ومرجع، ومعيار، ومؤشر.


أولاً : مواكبها كلها للفطرة البشرية : جميع قيم الإسلام تنطلق من الفطرة وتحافظ عليها وتنميها.


ثانيًا : مواكبتها للنظام والفطرة الكونية : القيم الإسلامية جزء من النظام الكوني والمحافظة عليها تحفظ استقرار الكون معنويًا وماديًا، وأي خلل فيها يؤثر ويهدد الأمن والاستقرار المعنوي والمادي للكون.


ثالثًا : الإعجاز المفاهيمي : الطلاقة المفاهيمية في إنتاج وتطوير المفاهيم الكلية والفرعية التفصيلية

بقوة طلاقة وتطور العقل والعلم والنظم المعرفية، وتطور الاحتياجات الأخلاقية لتنظيم حركة الحياة

رابعًا : الإعجاز المقاصدي : في عظمة وتناسق وتكامل وطلاقة أهداف ومقاصد القيم الإسلامية التي :


1 ــ تعمل على تنمية وتطوير كافة جوانب الشخصية الإنسانية.

2 ــ تحقق النفع للفرد والأسرة والمؤسسة والمجتمع والدولة والأمة الإسلامية في آن واحد.

3 ــ طلاقة النفع والخير لجميع البشر مؤمنين وكافرين دون تمييز.

4 ــ تحقق النفع بتطبيقها في كافة مجالات الحياة التربوية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية

والسياسية والرياضية والفنية والإعلامية ....إلخ

دون تقاطع أي مصلحة مع الأخرى.


خامسًا : طلاقة صلاح ونفع جميع القيم الإسلامية : المنفعة الخاصة والعامة لكل قيم الإسلام وعدم وجود أي ضرر مباشر أو غير مباشر منها، بالإضافة إلى عدم تقاطع منافعها ومصالحها مع بعضها البعض فرديًا ومجتمعيًا.


سادسًا : التكامل الذاتي بين مكونات الدين الستة : القيم تنطلق من المعتقدات وفي نفس الوقت تعزز الاعتقاد وتعزز الالتزام الشعائري التعبدي وتنمو به، وتنطلق من نظام الفقه والتشريعات والأحكام وهى في ذاتها التزام تطبيق عملي لها، وتجسد السنن الربانية في الكون وتحققها، وهي مقاصد كلية عليا للدين وتحققها في حياة الفرد والمجتمع والأمة.


سابعًا : إعجاز الالتزام القيمي : الذي يجمع بين العقل والنقل والواقع، فالالتزام القيمي يتأسس على

القناعة العقلية والرضا والالتزام الديني والمنفعة العملية الواقعية نتيجة للالتزام والتخلق بالقيمة.


ثامنًا : عدد القيم الإسلامية وطلاقة إنتاجها : القيم الإسلامية المباشرة من القرآن تتجاوز ثلاثمائة قيمة وفي نفس الوقت فإن النظام المفاهيمي والمقاصدي والتشريعي للقرآن الكريم مفتوح ودائم الاستجابة لتطور حركة الحياة وإنتاج المزيد والمستمر من القيم لتلبية الاحتياجات الأخلاقية للبشر.


مثال1 : إنتاجنا لقيمة الأنوثة وقيمة الخصوصية، وقيمة الزوجية لمواجهة تحديات التمرد على الفطرة

والشذوذ.

مثال2 : إنتاجنا لقيمة التعايش الإنساني الحضاري للاستجابة لسنة التنوع البشري، ونمو وتفرع

وتعدد أشكال وتفاصيل هذا التنوع، وتحقيقًا لمقصد الرحمة للعالمين.


تاسعًا : تنوع وشمول القيم الإسلامية : لتشمل وتغطي كافة مجالات الحياة السابقة والحالية والمقبلة فما من مجال حياة، وتفاصل عيشه وعمله وتطوره إلا ولها في نظام القيم الإسلامية قيم ومبادئ وأخلاق منظمة لها.

عاشرًا : إعجاز فاعلية التطبيق التاريخي : استمرار فاعلية ونجاح النظام القيمي الإسلامي في إحياء

وتقوية واستمرار وجود وفاعلية الأمة الإسلامية على مدار التاريخ الإسلامي لمدة خمسة عشر قرنًا

متتالية من الزمان تتباين فيه قوة وضعف الحضور الحضاري الإسلامي عالميًا بحسب قوة

التزام المجتمعات الإسلامية بالقيم القرآنية، فلم تغب ولن تغيب عن الوجود أبدًا ما دام النظام

القيمي الإسلامي محفوظًا في كتاب الله تعالى المحفوظ إلى نهاية الحياة الدنيا عند يوم القيامة.


حادية عشر : القيم الإسلامية تبني الإنسان الصالح المصلح : النافع لذاته ولكل من حوله من البشر

ومن الكائنات والجمادات على اختلاف اعتقاده، وفكره وعرقه ...إلخ.


ثانية عشر : القيم الإسلامية عالمية وكونية : صلاحيته وأهليته لتنظيم وإدارة النظام العالمي بكافة

مكوناته مع تحقيق مصالح جميع الأمم والقوميات، مع المحافظة على استقرار موارد

ونظام الكون دون خلل.

ملاحظة : خلل وفشل نظام القيم الغربية في تقسيم العالم لأسياد وعبيد وقوى كبرى وقوى صغرى

به عنصرية بغيضة منافية لفطرة البشر والكون، وادعاؤه بعدم كفاية موارد الكون

وحاجته إلى تخفيض أعداد البشر والاكتفاء بالمليار الذهبي وحاجته إلى التخلص

من سبعة مليارات من البشر.


الاستفادات الوظيفية للإعجاز القيمي :


1 ــ البرهنة العقلية على فائدة القيم الإسلامية للإنسان والمجتمع والحياة، وتعزيز القناعة العقلية بها

والتحفيز على اكتسابها والتخلق بها.


2 ــ مواجهة ودحض نموذج القيم الغربية الذي يعانى الشذوذ والانحراف والتناقض في ذاته

وبيان أوجه عنصريته وتمرده على الفطرة ومخاطره على البشر واستقرار الكون.


3 ــ كشف جوانب الإعجاز واستثمارها في تعظيم منافع البشر في كافة مجالات الحياة

تربويًا وثقافيًا وفنيًا وإعلاميًا ورياضيًا واقتصاديًا وسياسيًا.



التطبيقات الوظيفية المستقبلية للإعجاز القيمي الإسلامي :


1ــ في المجال التربوي : النظام المعياري العالمي للتربية والتنشئة وتكوين الطلاب في مراحل

التعليم قبل الجامعي.


2 ــ في المجال الثقافي والفني والإعلامي : النظام المعياري العالمي لهوية العالم.


3 ــ في المجال السياسي والعلاقات الدولية : النظام المعياري العالمي للقيم السياسية

للدولة الإقليمية والأممية والتحالفات الدولية وللأمم المتحدة.


4 ــ في مجال الرياضة : النظام العالمي للقيم الرياضية المنظمة للاتحادات الدولية والمسابقات الدولية لكافة الألعاب الرياضية الفردية والجماعية، الرجالية والنسائية في المراحل العمرية المختلفة.


5 ــ في مجال الاقتصاد : النظام العالمي للقيم الاقتصادية المنظمة للنظام النقدي والمالي

والتجارة الدولية والاقتصادي العالمي بما يضمن كفاية الجميع والقضاء على الفقر وفتح آفاق

النمو والاستقرار العالمي للجميع.


6 ــ .... إلخ في كافة مجالات الحياة.


١١ مشاهدة٠ تعليق

Comments


bottom of page