top of page

الأبعاد الفلسفية لنظرية المؤامرة وشفرة تفكيكها

اذا اردت ان تلهى مجتمع ما وتصرفه الى غير جادة الفكر والقول والعمل، وتنحرف به عن مسار العمل الصحيح ، وتعمق فيه فشله وجهله وتخلفه ، واخراجه من سباق النهوض الحضاري ، والمسار الطبيعي للحياة فازرع فيه فكرة المؤامرة.

فكرة بسيطة وبالغة السذاجة حينما يرسب احد الطلاب في الامتحان، فيبرر سبب رسوبه

الى صعوبة الامتحانات، وان الدولة تريد تخفيض عدد الطلاب المقبولين في الجامعة

الى عدد 60 الف طالب فقط ، مبررا ، ومرحلا فشله الى مؤامرة الدولة على الطلاب

متناسيا لعدة أشياء منطقية ــ هذا لو افترضنا جدلا صواب نظريته ــ :

1 ــ تناسي ان هناك ناجحين بالفعل وعددهم 60 الف ، وانه فشل في أن يكون منهم.

2 ــ صعوبة الامتحان امر نسبى ، فهو صعب على من لم يذاكر ويفهم ، وسهل على

من ذاكر وفهم .



سلسلة الكتب والمنشورات المتتالية حول المؤامة الكبرى على الإسلام ، واعداء الإسلام  يقولون دمروا الإسلام ابيدوا اهله .، المخطط العالمي لمواجهة الإسلام
سلسلة الكتب والمنشورات المتتالية حول المؤامة الكبرى على الإسلام ، واعداء الإسلام يقولون دمروا الإسلام ابيدوا اهله .، المخطط العالمي لمواجهة الإسلام

أشكال الظاهرة :

1ــ ادعاء البعض خاصة بعض العلماء و الباحثين والدعاة وخطباء المساجد ان هناك مؤمراه من الأصل ضد الإسلام منذ بعث خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم

وبعضهم يذهب الى ان هناك مؤامرة استباقية من قبل مولده .

2ــ تكرار هذا الادعاء وتمريره على الاجيال المتتالية حتى اصبح مسلمة يتم توريها جينيا

( المؤامرة العالمية على الإسلام ،الصليبية الحاقدة واليهودية الحاسدة ، والشيوعية

الحمراء الملعونة ، ومخابرات العالم المتآمرة علينا ) بما يوحى للفرد المسلم المسكين والمغلوب على أمره نتيجة التوارث التلقائي لهذا المفهوم الخطير ، على أن العالم كله متآمر عليه

3ــ الإحساس المبالغ فيه والمتضخم للذات الإسلامية الجوفاء الحالية ، انه بالرغم من تخلفه وفشله وضعفه وتسوله بين العالمين ، الا انه يمتلك الحق وانه سيد العالمين المتآمرين عليه

وانه ليس بينه وبين النمو والتطور والتحضر واستاذية وسيادة العالم ، الى ان يقضى على كل هؤلاء الأعداء ليصبح سيدا للعالم كما كان اسلافه

4ــ سلسلة الكتب والمنشورات المتتالية حول المؤامة الكبرى على الإسلام ، واعداء الإسلام

يقولون دمروا الإسلام ابيدوا اهله .، المخطط العالمي لمواجهة الإسلام ... الخ .


تحليل نظرية المؤامرة وتفكيك شفرتها : ماذا تعنى نظرية المؤامرة ؟

1ــ انحراف في تفسير سنة كونية مفادها ان الصراع دائم بين الحق والباطل

(وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ـ البقرة 251)

وان كلا الفريقين يتدافع بكل ما يستطيع ، كما ان نتائج هذا الصراع وتداعياته على

فساد وصلاح المجتمعات مرهون بموازين قوة الأطراف المتصارعة

2ــ تجاوز وعدم الاعتراف بالقانون الإسلامي في الصراع ان الحرب خدعة بمعنى ان تكون واعيا بخداع الخصم ، وان تكون محترفا في اساليبك الخداعية للخصم ، ما بين الخداع الاستراتجية والخداع التكتيكي الخداع الإجرائي التنفيذي .

3 ــ الرغبة الدفينة في عدم الاعتراف بالآخر ومحاولة اقصاؤه والتخلص منه

بدليل نزع حقه في الوجود والمشاركة في التنوع الإنساني ، وتوصيف وتسمية حقه

في الصراع الإنساني المتنوع المشروع ، بالمؤامرة الغير مشروعة .

4 ــ سطحية وفشل بعض التنظيمات والدعاة في استثارة حماسة وحافزيه الشباب خاصة الملتزمون الجدد الى مسار دور المسلم في البناء الحضاري ومعالجة مشاكل مجتمعه والإنسانية ، ومهمته ودوره كمسلم ومؤمن بالله واليوم الآخر والحساب ... الخ بتطوير مجالات الحياة المختلفة ، وتحفيزه بهذا الفهم البنائي الى العمل الى الإسلام ، الى استخدام فهم عكسي هادم ومدمر ، ووسيلة سيئة ورخيصة وهى اشعاره بالهجوم الحاقد ، والاخطار المحدقة بالدين ، ومحاولات الآخر للقضاء على الدين وأهله .

5 ــ التناقض العجيب في فهم وممارسة أصحاب هذا الفهم ، حيث يعيش المسلمون وغيرهم من كل سكان المعمورة ، منذ عقود طويلة في فكر وتكنولوجيا وابتكارات وإنتاج وخير هؤلاء الأعداء العالميين المزعومين ، بل ويذهب أصحاب هذا الفهم المختل الى اعدائهم ويسلمون لهم انفسهم لتخديرهم واجراء عمليات دقيقه لهم ثم يعودون بعدها اصحاء للدعاء مفتولي العضلات الكلامية الى الدعاء عليهم ليل نهار .


نتائج نظرية المؤامرة

1ــ تبرير الفشل ، والهروب من المسؤولية خاصة عن القادة والمسؤولين

2ــ المبالغة في تقدير الذات ، وتخدير النفوس عن الفعل الصحيح الواجب

3ــ انحراف المسار ، الى اختراع معارك وهمية مع الآخر، و الدعاء عليهم ليل نهار

بدلا ن تقييم ونقد الذات واكتشاف الخلل وعلاجه

4ــ خلق عداءات جديدة ، وتحفيز الآخر الى الوحدة والاحتشاد ضد هذا الخطر الإقصائي

المهدد للتنوع الإنساني

5ــ نشر الكراهية للآخر ، وخلق مجتمع مشوه نفسيا ، ينطلق من مرتكزات عدائية للآخر

بدلا من المرتكزات الدينية الصحيحة التصالحية مع الآخر وتداعياتها على تفكك المجتمع وتصارعه

6ــ الانحراف والشطط الكير في فهم وممارسة قيم ومفاهيم تعاليم الدين وذلك لان نظرية المؤامرة بمثابة الفيروس النفسي والفكري الساكن في العقل جهاز التحكم في تصورات ومفاهيم الانسان ، سريع الانتشار وافساد كل قيمة وكل مفهوم بل وكل شعيرة تعبدية

يمكن ان يؤديها الانسان .

فهو يفكر ويعمل ويدع الله تعالى لمواجهة أعداء الدين وسحقهم ومحقهم من الوجود وتطهير الكون منهم ، بينما يدعو صحيح الدين الى التفكير والعمل والدعاء لإصلاح الناس والتواصل والتعاون والتكامل معهم لعمارة الكون .

هذا الفهم وهذه الظاهرة المعوقة للتفكير والتحرك الى الامام لابد ان تنتهى عبر برنامج معركة الوعى لتطهير العقل الجمعي المسلم مما اعتراه من فيروسات تعيق حركته وفاعليته .



Comments


bottom of page