top of page

أزمة غياب الوحدة العضوية لعلم القيم والأخلاق الاسلامية(3) -الإشكاليات والاستجابات

تاريخ التحديث: ٢٣ أغسطس ٢٠٢٣

يعيش العالم اليوم أزمة هوية عالمية استثنائية حادة حيث يحاول أن يسيطر على حياة الناس نظام قوى ومسيطر وناشط للكفر والطغيان والشذوذ والانحراف عن فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها في حين ضعف وغفل أهل الإيمان عن رسالتهم وتفككت وضعفت هويتهم الإسلامية وانحسرت عالميا وتلاش فعلهم وأثرهم الحضاري وتراجعوا الى آخر الركب البشرى، لحساب الأديان والثقافات والهويات الأخرى بالرغم من كونهم 2مليار يشكلون ربع سكان العالم ، حقيقة الامر هو ضعف ذاتي للمسلمين نتيجة للكثير من الاشكاليات الداخلية البنيوية العميقة


من لا يمتلك صناعة غذاءه ودواءه وسلاحه لا يمتلك حرية إرادته

(ومن لا يمتلك صناعة قيمه وهويته فلن يمتلك تمايزه وشخصيته ولا وجوده)


بعد مرور خمسة عشر قرنًا من الزمان، وحتى الآن، نحن المسلمون لا نمتلك:

1 ــ التاريخ العلمى لعلم القيم والسلوك والاخلاق والثقافة والهوية الإسلامية

التاريخ العلمى جزء من التاريخ الحضارى للدولة ، والقيم والأخلاق هى العنصر الأساس والأهم فى بناء الإنسان والمجتمعات والأمم الإسلامية وغير الإسلامية.

والتاريخ العلمى لعلم للقيم والأخلاق والهوية لكل امة يعد الأساس والمنطلق الذى تبنى عليها

نظريات ومشاريع بناء وتطوير الإنسان والمجتمع فى كافة مجالاته الحياة ، حيث يمثل التاريخ العلمى


غياب الوحدة التاريخية لعلم القيم الإسلامية
غياب الوحدة التاريخية لعلم القيم الإسلامية

لكل مجال من المجالات خمسة أشياء مهمة :

1 ــ إثبات وجود الذات العلمية والمساهمة الحضارية والحق العلمى والثقافة والهوية الخاصة

2 ــ الأساس والمنطلق العلمى للبناء عليه

3 ــ قوة الإعتزاز والثقة بالذات العلمية المستقلة القادرة على الإستمرار والمشاركة والمنافسة الحضارية

4 ــ المحفز الذاتى الباعث على الحيوية والفاعلية العلمية المستمرة للإستمرار فى إنتاج المعرفة

وتطويرالعلم ومجال التخصص

5 ــ المرجع العلمى البنائى لطلاب العلم وللباحثين العاملين فى مجال التخصص

حتى الآن لا نمتلك تاريخا علميا منظما قائما بذاته الرأسية ، وليس تناثرا فى كافة أبواب العلوم الأخرى

نستطيع من خلاله تبين التطور النظرى والتطبيقى لعلم القيم والاخلاق ن ويهر الانتاج الفكرى لكل مرحلة تاريخية ولكل عالم ومدى مساهمته فى تطوير العلم ، وكذلك الكشف عن التحديات والمشاكل الى واجهت

العالم ، والإشكاليات التى تعتريه ، فى المجمل العام تعطى للعاملين المعاصرين فى مجال القيم والخلاق والهوية الاسلامية إجابات على الأسئلة الكبرى حول :

ــ رؤية علمية وموضوعية شاملة عن تاريخ القيم والأخلاق والثقافة والهوية الاسلامية ؟

ــ مراحل الصصعود والهبوط وأسباب قوتها وضعفها ؟

ــ المعطيات التى أثرت فيها ؟

ــ أهم الإشكاليات والتحديات التى تعيشها ؟


ومن ثم كانت إستجابة مؤسسة قيمى هويتى كأول مؤسسة علمية متخصصة لانتاج المعرفة فى مجال القيم والهوية الاسلامية ، فى القيام بهمة جمع جهود العلماء المسلمين من بعد نزول الوحى وحتى الآن


نظرية القيم والأخلاق الإسلامية
نظرية القيم والأخلاق الإسلامية

ومحاولة رسم خط تاريخى ممتد واضح يكشف الانتاج والتمايز والاضافات المعرفية لكل عالم من العلماء

ليكون بمثابة تأريخ علمى رأسى لعلم القيم والأخلاق والهوية الاسلامية ، دعما علميا للعالمين فى التخصص ورسم ملامح المستقبل القيمى والحضارى للمسلمين ..

2 ــ نظرية علمية موحدة راسخة للقيم والأخلاق والثقافة والهوية الإسلامية تستطيع تربية وبناء وتجسيد شخصية الأمة الإسلامية الواحدة المتمايزة بإيمانها بالله تعالى وبكتابها الخاتم للبشرية القرآن الكريم ونبيها الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم عن كل ما سواها التي تحدث عنها القرآن الكريم (إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) الأنبياء، متجاوزة الثقافات الدينية و القومية الأخرى المتنوعة

ومقدمة النموذج الأخلاقي الراقي المعياري المرجعي العالمي لتكون شاهدة على غيرها من الأمم.

3 ــ مؤسسة أو هيئة إسلامية عالمية للقيم والهوية تنتج معارفها وتطبيقاتها ومعاييرها.

4 ــ جهودًا علمية عملت على تكامل وتراكم إنتاج الأمة الإسلامية في مجال القيم وتنقيحه وضبطه

وتنظيمه واستكماله وتوظيفه وتفعيله لخدمة واقع ومستقبل الأمة.

5 ــ تفسير قيمي للقرآن الكريم يتضمن منهج لاستنباط القيم من القرآن الكريم

ويحدد مكانة وقيمة وقوة كل قيمة في القرآن، ونظام ومعايير القيم في القرآن الكريم.

6 ــ نظام معياري لتحديد قيمة كل قيمة بمعايير القرآن الكريم، وما يتبعه من تصنيف للقيم ذاتها

كقيم أم كلية كبرى، وقيم فرعية تابعة، وقيم أساسية لازمة لا يمكن الاستغناء عنها وقيم تحسينية

يمكن العيش بدونها.

7 ــ معجم تعريفات وقاموس إسلامي لمفاهيم محددة لعلم القيم والأخلاق ينطلق ويلتزم بمصطلحات ومفاهيم القرآن الكريم كمرجع أم وأساس لعلم القيم والأخلاق والهوية وتطبيقاتها في مجالات بناء الإنسان والمجتمع والدولة والأمة، إيمانًا منا بأن القرآن كتاب هداية للبشرية، وباعتبار أن علم القيم والهوية علمًا استراتيجيًا لبناء القوة البشرية والهوياتية للدولة والأمة الإسلامية.

8 ــ نظرية أخلاقية متكاملة الأركان للأخلاق الإسلامية.

9 ــ نظام معياري علمي لتصميم مصفوفات القيم اللازمة لتربية وبناء وإدارة وتقويم المراحل

العمرية والنوعية والمهنية المختلفة.

10 ــ معايير محددة لقياس جودة النظام القيمي للمجتمع.

11ــ منهج علمي لصناعة القيمة مفاهيميًا وفق أهداف وأدوار وغايات ومقاصد القيمة في القرآن الكريم

ناهيك عما يتبعه من تطور معاصر في العلاقة التكاملية بين العلوم الإنسانية خاصة الشريعة

والمقاصد والتربية والإدارة والاجتماع والاقتصاد والسياسة في فهم أبعاد وتطبيقات القيم

المختلفة في الواقع المعاصر.

12ــ منهج لترجمة القيم إلى إجراءات سلوكية وواجبات عملية قابلة للتربية والقياس.

13ــ مناهج إسلامية لتعليم القيم لمراحل التعليم قبل الجامعي تعبر عن شخصية وهوية ورؤية

ومستقبل الدولة كما بقية دول العالم المتقدم.

14ــ أدلة سلوك مهني للمهن المختلفة تعبر عن القيم والمفاهيم والتطبيقات الإسلامية لإدارة وتحسين وضبط وقياس وتطوير جودة السلوك المهني للمهن المختلفة كما في بقية دول العالم المتقدم، عظيم الاتصال بنمو الناتج المحلي والنمو الاقتصادي للدولة.

15ــ كلية متخصصة لتعليم وتأهيل وتخريج أجيال من معلمي وأخصائي وخبراء صناعة القيم والأخلاق

والثقافة والهوية في العالم الإسلامي.



Comments


bottom of page