top of page

الهوية العالمية ومفاتيح حلها (2)- الإشكاليات والاستجابات

تاريخ التحديث: ٢٣ أغسطس ٢٠٢٣

يعيش العالم اليوم أزمة هوية عالمية استثنائية حادة حيث يحاول أن يسيطر على حياة الناس نظام قوى ومسيطر وناشط للكفر والطغيان والشذوذ والانحراف عن فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها في حين ضعف وغفل أهل الإيمان عن رسالتهم وتفككت وضعفت هويتهم الإسلامية وانحسرت عالميا وتلاش فعلهم وأثرهم الحضاري وتراجعوا الى آخر الركب البشرى، لحساب الأديان والثقافات والهويات الأخرى بالرغم من كونهم 2مليار يشكلون ربع سكان العالم ، حقيقة الامر هو ضعف ذاتي للمسلمين نتيجة للكثير من الاشكاليات الداخلية البنيوية العميقة


المشروع الإسلامي لقيم وهوية العالم
المشروع الإسلامي لقيم وهوية العالم

يعيش العالم اليوم أزمة هوية استثنائية حادة حيث يحاول أن يسيطر على حياة الناس نظام

للكفر والطغيان والشذوذ والانحراف عن فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها موجزها :


1 ــ عدم الإيمان بالله تعالى، والإيمان بالقدرة المطلقة للمادة والقوة.

2 ــ الحرية المطلقة، والإنسان إله ومالك نفسه ولا إله له ولا لأحد سيطرة عليه ولا تحكم فيه.

3 ــ إهدار وتغييب الأديان السماوية وكل المسلمات والمرجعيات القيمية والأخلاقية

لحساب نظام قيمي جديد يقوم على فرض قوة وإرادة القوي السيد على الضعيف العبد.

4 ــ تفكيك وتغييب الأديان والثقافات المحلية لثقافة عالمية واحدة تقود العالم بقوة الحرب الناعمة

والحرب الهجينة، وبالتضليل والإكراه باستخدام المؤسسات والقوانين الدولية.

5 ــ نظام ثقافي يقوم على التفاهة والغريزة والمتعة.

6 ــ الفرد أساس الأسرة، والتمكين الثقافي والتشريعي والقانوني للشذوذ.

7 ــ التمكين لفكرية النسوية والتمرد على المكانة الطبيعية للمرأة كزوجة وأم ومربية للأجيال.

بما يعني أن العالم لم يعد بيد أمينة، وعليه يتحتم تغيير هذه القيادة، وهذا النظام العالمي الظالم البائس في مجمله، والذي وضع مجمل سكان العالم في حالة توتر دائم، وأكثر من نصف سكان العالم على حافة الفقر والموت.



الأسباب الرئيسة لأزمة الهوية العالمية

أولاً: غياب الوجود السياسي والحقيقي للأمة الإسلامية الواحدة الحاملة للمشروع الإسلامي

وغياب المشروع الإسلامي لقيم وأخلاق وهوية العالم، وترك الساحة مفتوحة للمشروع الأمريكي.

ثانيًا: تمرد الولايات المتحدة الأمريكية أقوى دولة في العالم على سنة الله تعالى في التنوع البشري ومحاولة فرض ثقافة وهوية أمريكية واحدة على العالم في جوهرها الإلحاد والكفر بعدم وجود إله للكون أو مجرد وجود إله خلق الكون ولا علاقة له بإدارة الحياة.

ملاحظة : الثقافتين الأساسيتين اللتان تشكلان مجمل ثقافة وهوية العالم الآن هما الثقافة الإسلامية والثقافة الغربية، بمكوناتها الفلسفية والتطبيقية القديمة والحديثة، ذلك إذا ما تجاوزنا الثقافة الصينية والكورية بحكم انغلاقهما على نفسيهما، والذي أعده شيئًا مؤقتًا هذا بالإضافة إلى محدودية وانغلاق الثقافة الصهيونية والشيعية الصفوية على نفسيهما.


العوامل المساعدة لأزمة هوية العالم :

أربع عوامل كبرى ساهمت وفرضت التنميط الموحد (سيادة ثقافة العولمة الغربية) لمساحة واسعة من المجتمعات الإنسانية على حساب الأديان والثقافات والهويات المحلية الخاصة لكل مجتمع، وحولت المجتمعات الإنسانية المتنوعة بفطرتها إلى مجتمع إنساني واحد سريع التلاقح والاندماج التلقائي بين السلوكيات والمفاهيم والقيم والأنماط الحياتية والثقافية المختلفة :


1 ــ مشروع العولمة الأمريكية ومحاولة فرض الهوية الأمريكية على العالم بما تمتلكه من منظومة قدرات

متكاملة في مجال صناعة القيم والهوية وحرب المفاهيم

(مراكز بحوث ودراسات ــ مؤسسات صناعة الرموز والإعلام والنخب والنمذجة المعيارية ــ المؤسسات الفنية والإعلامية ــ السيطرة على دول الأطراف ونظمها الثقافية ــ السيطرة على شبكة الإنترنت العالمية والمتابعة والتحكم فيما ينشر ... إلخ).

2 ــ تكنولوجيا الاتصال وتقدم علوم وأعمال ومنتجات المجال الفني والإعلامي وقوة تأثيرها على الإنسان

والتي ساعدت من انتشار وتمدد وتأثير المشروع الأمريكي ــ الإلحادي الكفري.

3 ــ الفطرة الإنسانية للتقليد ومحاكاة واتباع الجديد خاصة عندما يأتي من دولة قوية كبيرة ومسيطرة.

4 ــ الاختراق الذاتي للمجتمعات الإسلامية والثقافة والهوية الإسلامية عبر وكلاء المشروع الغربي

من النخب الثقافية والدينية المؤدلجة الحاملة للمشروع الغربي برداء إسلامي.


أزمة الهوية العالمية
أزمة الهوية العالمية

أهدافنا من تناول إشكالياتنا الداخلية مع القيم والأخلاق والهوية

مما يفرض علينا كمسلمين ونحن في سبيلنا لنشر وتبليغ دعوة الإسلام للعالمين والتمكين للهوية الإسلامية الإيمانية للعالم، تحمل مسؤوليتنا في تحديد وفهم الإشكاليات التي تعاني منها القيم والأخلاق والهوية الإسلامية حاليًا والتعاطي معها.

1 ــ المراجعة التاريخية العميقة للتراث الإسلامي العظيم، وإنتاجنا الفكري المعاصر في مجال القيم والسلوك والأخلاق، كشف وتحديد أهم إشكالياتنا الذاتية مع القيم على كافة المستويات الفكرية

والتخطيطية والتنفيذية.

2 ــ كشف وتحديد التحديات الخارجية التي تواجه القيم والأخلاق والثقافة والهوية الإسلامية.

3 ــ الاستجابة لهذا التحدي التاريخي والتعاطي العلمي مع هذه الإشكاليات والتحديات

وصولاً إلى نظرية موحدة للقيم والأخلاق الإسلامية، وصناعة عالمية للقيم والأخلاق

والهوية الإسلامية تحمل مشروع الهوية الإسلامية رحمة للعالمين.

4 ــ إيجاد نظرية عمل مناسبة لصناعة القيم والأخلاق وإحياء وتمكين الهوية الإسلامية في الواقع الحالي المؤقت من الهيمنة الأمريكية على العالم، وعلى النظم المحلية.


Comments


bottom of page